خالد الربيعان
اياك اعني واسمعك يا جارة.. «الرئيس التنفيذي».. عبارة من كلمتين لكن مهمتان للغاية، وعليهما -خلف الكواليس- تعتمد صناعة الرياضة ومداخيل أنشطة التجارة والتسويق والاستثمار في الأندية الكبرى، الرئيس التنفيذي عليه متابعة وتنفيذ قرارات مجلس إدارة النادي ، توقيع العقود بما في ذلك عقود العمل لجميع منسوبي النادي و عقود الاستثمار، والاتفاقيات التي تبرم باسم النادي.
أيضاً الرئيس التنفيذي يعين المدير المالي للنادي، بجانب المشاركة معه في اعداد مشروعات الميزانية وعرضها بعد ذلك على أعضاء مجلس الإدارة والرئيس، توقيع أوامر الصرف والشيكات، إعداد التقارير الفنية و الإدارية، خطة العمل السنوية، تمثيل النادي أمام الجهات القضائية والرسمية ، حتى التوقيع على المكاتبات و المراسلات الخاصة بالنادي.
من أمثلته النموذجية: في ليفربول كان بيتر مور، في تشيلسي كان رون جولاري، في بايرن ميونخ كارل هاينز رومينيجة كابتن المنتخب الألماني السابق و المعلق الرياضي على المباريات «عادي جداً»، الرجل شرب كرة القدم و خفاياها وكواليسها مما أهله طبيعياً لهذا المنصب فيما بعد، الرجل حتى في كأس العالم للأندية الأخير كان صاحب تصريحات: لن نتكبر على أي فريق.. فلسفة النادي في هذه البطولة والتي فاز بها.
في ظل تنامي حجم سوق صناعة الرياضة ومداخيلها ، يتحتم البحث عن كفاءات الرئاسة التنفيذية وتصعيدها للهياكل الإدارية بشكل متواصل ومستمر، في ظل مراقبة لأداء الرؤساء التنفيذيين الحاليين للأندية، بالنسبة للصلاحيات التي يتمتعون بها، في وقت ايضاً تكون لرئيس النادي مهام بالغة الصعوبة ولكن في اتجاهات أخرى ومستويات أكبر و أعلى.
وجود الرئيس التنفيذي يزيل الحرج عن مجلس الإدارة في كثير من الأمور ، أيضاً هو سقف يقف عنده من بباقي الهيكل الإداري، ليكون حلقة الوصل بين الأفكار و مشاريع القرارات والتوصيات وغيره: وبين رئيس المؤسسة.
لا ننسى الوضع قبل سنوات ليست بالطويلة، عندما كنا نرى رئيس النادي يتعاقد مع اللاعبين «مدير تسويق»، بعد التفاوض مع ناديه السابق «ممثل إدارة التسويق»، التصريح بعد المباريات «المتحدث الرسمي» ، صاحب توصيات التعاقد مع اللاعبين والنجوم «فريق الكشافين»، على الدكة بجوار المدرب أو المدير الفني الأجنبي «مساعد مدرب» ، ينفق من ماله الخاص أحياناً «كلمات كثيرة».
هذا الوضع كان اجباراً على الرئيس بالسابق: لأسباب كثيرة منها عدم الوعي بشكل عام في المجتمع الرياضي، الاحترافية الغائبة، كانت ممارسة العمل الرياضي أقرب لعمل الهواة إذا ما قورن بالسنوات الأخيرة ، بالمناسبة منصب الرئيس التنفيذي - و الكثير من المناصب الأخرى الهامة - تم استحداثهم قبل عامين فقط.
والنتيجة في رأيي جيدة للغاية في هذه الفترة الزمنية القصيرة، أمر ملاحظ تحديداً في أندية الهلال - النصر - الشباب ، التعاون أيضاً حالة لافتة للنظر.. بعد صعوده لمنصة التتويج لأول مرة منذ فترة.. أيضا مازال هذا الأثر ينعكس على النتائج حتى الآن كخامس جدول الدوري السعودي للمحترفين.
خارج الأندية
الرئيس التنفيذي في الاتحادات وروابط أنديتها منصب أكثر إرهاقاً، و يتطلب مهارات في السياسة و فهما عاما للكثير من الأمور ربما تكون بعيدة عن كرة القدم و العمل الرياضي عامةً ، رابطة أندية الدوري الألماني مثلاً رئيسها التنفيذي -كريس زايفرت- كان له دور محوري في إعادة ارجاع النشاط مرة اخرى لشكل أقرب قدر المستطاع لما قبل توقفه طويلاً وخسارته : لأسباب وبائية بطلها «كورونا».
+90: هل مازلتم تصدقون ان أحدهم كان يأكل أحد الوطاويط فأطلق على كوكب الأرض ذلك الكائن المجهري الأخضر المحير المتحور؟.