علي الصحن
هدف الاتحاد الدولي لكرة القدم عندما شّرع تقنية VAR إلى تحقيق «التداخل الأدنى مُقابل الفائدة القصوى» أي التقنية وحكم الفيديو يتدخل في الحالات الضروريّة وذلك لضمانِ العدالة، وإلى توفير وسيلة «لتصحيح الأخطاء التحكيميّة الواضحة» و«الحالات الضروريةّ التي تستوجبُ قرارًا دقيقًا»، وليس التدخل في كل أو معظم الحالات، وبطريقة قد تفسد المباراة أو تجلب الشكوك، وتنقل التقنية من مسارها الصحيح وهدفها الرئيس.
عندما تتابع بعض المباريات تجد أن الحكم يذهب إلى شاشة VAR في حالات لا تستدعي ذلك، ويمكن فيها أخذ رأي حكم التقنية من خلال التواصل الصوتي، كما أن بعض الحكام يذهب إلى الشاشة ويشاهد الخطأ من كل الزوايا ومع ذلك يخطئ في اتخاذ القرار أو يتأخر فيه لبضع دقائق رغم أن الحالة لا تستدعي كل ذلك.
من الأمور الأخرى التي تؤخذ على الحكام ذهاب بعضهم إلى الشاشة أو التواصل مع المساعد للتأكد من كل قرار أو من كل هدف رغم أن الحالات واضحة ولا يوجد فيها أي مجال للشك، والحكم هنا يجعل الاستفادة من التقنية تتم بشكل عكسي، ويخالف معيار التداخل الأدنى، فهل هي عدم ثقة في النفس أم الخوف من تبعات القرار وردود أفعال الآخرين تجاهه.
إن المطلوب من لجنة الحكام أن تناقش أعضاءها حيال ذلك، وأن تقيم لهم دورات مكثفة في هذا الجانب، وأن توضح لهم متى يعودون للـVAR ومتى لا يعودون إليه، كما أن عليها أن تشدد عليهم فيما يخص بعض اللاعبين الذين يطاردون الحكم، ويطالبونه بالعودة للتقنية مع كل حدث، وأن تفرض عليهم العقوبات الإدارية المناسبة، كما أن على الأندية أن تعمل على رفع ثقافة لاعبيها فأحياناً يساور المتابع الشك بأن اللاعب لا يعرف الحالات الأربع التي تستدعي العودة للـ VAR وهي باختصار ( هدف/عدم وجود هدف، ركلات الجزاء، البطاقة الحمراء، تحديد اللاعب الذي يستحق الحصول على بطاقة صفراء أو حمراء) حيث يطالب بعض اللاعبين بأخطاء وسط الملعب ويحتجون على كل شيء وترتفع أيديهم بعد كل صافرة.
***
عندما يسجل فريق الهلال مبكراً فإنه يجبر المنافس على فتح الملعب، وترك المناطق الخلفية وفي الغالب فإنه يتكبد خسارة ثقيلة تصل للأربعة والخمسة، لذا تعمد معظم فرق الوسط وما دون ذلك إلى اللعب أمام الهلال بطريقة دفاعية صرفة وقد تنجح فتتعادل، أو تسجل هدفاً من خطأ أزرق وتذهب بنقاط المباراة رغم أن الأفضلية والسيطرة للهلال.
بالطبع هذا لا يعفي لاعبي الفريق ولا مدربيه من أي خسارة أو تفريط، إذ الواجب إدراك ذلك ووضع الحلول المناسبة لتجاوزه، ولن يعدموا ذلك بكل تأكيد، وبالمناسبة فهذا هو قدر الفرق الكبرى في العالم كله، فالجميع يبحث عن الظهور أمامها وتحقيق أي نصيب من غلتها - والدليل حجم الفرح بعد الفوز عليها أو التعادل معها - والمحظوظ هو الفريق الذي يدخل في المنافسة على الألقاب معها، فهو منافس وتخدمه الفرق الأخرى، لذا يرى كثير من الخبراء أن الصعوبة التي تواجه الفرق الكبرى هي مباريات فرق الوسط ومؤخرة الترتيب، وأن هذه المباريات هي التي تحتاج إلى تحضير خاص وتكتيك مناسب يفكك كل المتاريس، ويسهل الوصول إلى المرمى الذي تزرع أمامه غابة من الأقدام.