يُعد الانخراط في مساعدة الآخرين وبخاصة أصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة (الكفيف) أسمى المعاني الإنسانية, فهو يخلق نوعاً من تقدير الذات, ولقد جاءت الأنظمة بالمملكة على أساس رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل يضمن حصولهم على حقوقهم المتصلة بالإعاقة ويعزز من الخدمات المقدمة لهم، عبر توفير سبل الوقاية والرعاية والتأهيل اللازمين.
وبداية أرجو التنويه بأن فقدان البصر لا يعني أبداً نهاية الحياة, بل بداية تحتاج من الجميع إلى التكاتف والوقوف بجوار من فقد بصره ووضعه بالطريق الصحيح، ومحاولة إعادة غرس ثقته بنفسه ليصل بالأخير بأن الجميع معه ليتسنى له مواصلة حياته الطبيعية, فالتحدي والإرادة كفيلان لكسر أي إعاقة ممكن أن تعترض طريق أمل أصبح واضحاً.
إن أصحاب الهمم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا ولا بد من وجود القناعة بين أفراد المجتمع بأن تلك الفئة هم جزء أساسي من المجتمع يحتاج إلى تفعيل أدوارهم وتنمية مهاراتهم واستغلال قدراتهم، ولا يحق لأحد مطلقاً أن يلغي أو ينكر تواجدهم الفعال, فهم يتعايشون بيننا يتنفسون هواءنا، كبروا وأحلامهم وطموحاتهم ترافقهم دوماً، نعم لهم احتياجاتهم الخاصة لنقص ما ولكن, لهم أيضاً إبداعاتهم ولمساتهم المبهرة التي قد يعجز عنها الأسوياء منا.
يتميز الكثير من هذه الفئة بالعديد من المواهب التي منحهم الله تعالى إياها رغم وجود بعض العجز لديهم، وإيماناً من نادي صناع الإرادة بقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة فقد انطلق أعضاؤه إلى الأستاذ أحمد السديري الذي يدير منظومة إنسانية كاملة تجد بصمته في كل مكان خيري, ولقد لمسنا من لقائه مفهوماً جديداً للإنسانية في معاملة جميع الأفراد بشكل إنساني مع اختلاف المواقف، ولم يتوانَ السديري عن تقديم كافة المساعدات وتذليل الصعاب أمام نادي صناع الإرادة، ليصب بالأخير في مصلحة وطن يعمل الجميع لخدمته.
إن أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة (المكفوفين) موضوع مقالنا، يتمتعون بإرادة صلبة للمشاركة في بناء الوطن والمجتمع، ولا يألون جهداً لإثبات ذاتهم، من خلال تسخير إمكاناتهم ومواهبهم كافة لخدمة وطنهم، فلقد تغلبوا على آلامهم وفتحوا صدورهم للحياة، وأعلنوا بكل قوة عن أنفسهم، ولكن يبقى بالأخير بعض الأشياء يجب أن نقدمها لهم، وهي أشياء بسيطة جداً، لكن تحمل معنى إنسانياً وحضارياً يغير الكثير. فلنتكاتف من أجل إخواننا بمساعدتهم والوقوف بجوارهم. حفظ الله المملكة وشعبها.
** **
a0553230076@hotmail.com