فُوجئ العالم بأسره بالفيروس الخطير والمخيف، والمنتشر بسرعة رهيبة للغاية، ما جعل الجميعَ يدرك خطورته العالية، وقد باتت الدول المتقدمة في المجال الطبي من أكثر الدول المتضررة.
وكان الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة في مختلف المجالات، وبصورة عاجلة.
وقد ظهرت تجارب عديدة من دول مختلفة، لكن تبقى واحدة من تلك التجارب تجربة نالت استحسان الجميع، وأصبحت منارة يتطلع الجميع إلى معرفتها والحذو حذوها، وهي تجربة المملكة العربية السعودية الرائدة في احتواء كوفيد 19.
وتجارب العالم في مواجهة هذه الأزمة تتفاوت ما بين تجربة ناجحة، وما بين تجربة ومُلهمة، وما بين تجربة فاشلة، وقد تابع الناس أن تجارب القارة الأوروبية شابها كثيرٌ من التجارب الفاشلة.
وتحليل تلك التجارب واحدة واحدة أمرٌ يتطلب الكثير من الجهد والوقت، وحفاظاً على وقت القارئ الكريم سأكرز هنا من بين تلك التجارب التجربة التي تُعدُّ ناجحة ومُلهمة معاً، وهي تجربة المملكة العربية السعودية.
وتعود أهمية هذه التجربة إلى رؤية قيادة المملكة لخطورة الموقف وسرعة اتخاذ الإجراءت الاحترازية المطلوبة.
فقد بذلت المملكة جهوداً جبارة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين حفظهما الله لمواجهة فيروس كورونا المستجد (COVID - 19) ما جعل - بفضل الله تعالى - تجربة المملكة من أفضل تجارب دول العالم في المواجهة.
وما إن ظهرت بعضُ العلاجات من اللقاءات التي نجحت من خلال التجارب العملية إلا وكانت من الدول حجزت حصتها من تلك اللقاحات.
وقد أعلن وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري، أن توفير لقاح كورونا سيكون مجانا لجميع المواطنين والمقيمين في المملكة، معربا عن طموح الوزارة بأن يغطى اللقاح ما يصل إلى 70 في المائة من المواطنين والمقيمين بنهاية عام 2021م.
نعم، تجربة المملكة في المواجهة لهذا المرض، ولغيره، يقع في دائرة تعامل القيادة للمواطنين، ومن خلال العلاقة بين ولاة الأمور، والشعب التي هي علاقة حب متبادلة، ندرك جلياً حرص القيادة في توفير الأمن والأمان في مختلف المجالات للمواطنين.
أما من ناحية المتابعة الدولية لتجارب الدول بعضها بعضاً ومحاولة الاستفادة من التجربة الأمثل، فقد أكدت كثيرٌ من المجامع العلمية، وكثير من الخبراء العالميين مدى إعجابهم الشديد لهذه التجربة.
إن تجربة المملكة في المواجهة، وفي توفير اللقاحات، وطريقة تقديمها للمواطنين وللمقيمين على أراضها بالمجان كانت تجربة رائدة، بل فاقت كثيراً من الدول التي تُوصف بالتقدم العلمي والطبي.