أحمد المغلوث
كان ذلك في الثمانينات الهجرية وكنت أرافق معالي وزير الصحة أيامها الدكتور يوسف الهاجري رحمه الله، وبجانبه أحد وكلاء وزارته خلال جولتهما داخل أروقة المعهد الصحي بالهفوف الذي افتتح تلك الليلة عندها أثنى معاليه على ما شاهده في المعهد من مرافق وخدمات. وأكَّد اهتمام وزارة الصحة بافتتاح المعاهد الصحية في المملكة التي ستسهم في رفد القطاع الصحي بالقدرات السعودية المؤهلة. عندها راح معاليه وبصوته الخفيض يشير إلى أن هناك خططاً وبرامج عديدة ستنفذها الوزارة، فالخدمات الصحية تحظى باهتمام كبير من قبل الدولة، وأضاف الذي لم نحققه اليوم سيتحقق في المستقبل.. تمنيت لحظتها لو كان لدي مسجل لأوثق ما ذكره معاليه. لكنني ها أنذا أعود إلى نفس المكان، بل أكاد أرى ما حدث خلال العقود الخمسة الماضية وأكثر في الأحساء، لقد كنت شاهداً والحق يقال على تطور الخدمات الصحية المختلفة في المنطقة، كطالب وبعد ذلك كفني صيدلة وبعدها كمدير للعلاقات العامة والإعلام بصحة الأحساء.. كان موعدنا الساعة العاشرة ليلاً. أنا وأم عبدالله لتلقي الحقنة الأولى للقاح كوفيد 19. اصطحبنا الابن «مصعب» إلى مستشفى الملك فيصل بالهفوف.. حيث مقر «التطعيم.. استقبلنا بحفاوة واهتمام كبيرين كان ذلك في موقع مبنى المستشفى القديم الذي كان يحمل نفس الاسم ويضم من ضمن أجنحته الشمالية مقر المعهد الصحي الذي تم هدمه بعد سنوات قليلة من افتتاحه. بعد أن أصابته أسهم فساد البناء والتنفيذ وتم إخلائه خوفاً من الانهيار الكامل كان ذلك في الماضي أما اليوم فها هو يعود مجدداًً ولكن بمبانٍ جديدة وشامخة ومتعددة المرافق تتناسب مع رؤية المملكة في مختلف المجالات والقطاعات وربما لا يعبر عنها البعض.. لكن «التطور الصحي» في هذا العهد الزاهر أزهر في مجالات البنية التحتية الصحية وإعداد الكوادر الصحية والطبية من المواطنين ومن كلا الجنسين مما جعل الخدمات الطبية والعلاجية وحتى الوقائية تعتمد على كفاءات وطنية ومن مختلف التخصصات التي تؤمن هذه الخدمات المتعددة.
وهذا لم يتحقق إلا من خلال إيمان قيادتنا الحكيمة بضرورة الاعتماد على أبناء الوطن كما كان يشير قبل عقود معالي وزير الصحة السابق «الدكتور حسن الجزائري». خلال حفل افتتاح الملك خالد رحمه الله لمستشفى الهفوف العام عام 1400هـ. الذي تحول إلى مستشفى الملك فهد. في عهد معالي وزير الصحة الدكتور غازي القصيبي رحمهما الله.
ولقد شهدت وزارة الصحة خلال نصف قرن مضى إنجازات صحية متنوعة وفي مختلف المجالات. وذلك في إطار حرص واهتمام قيادة الوطن بصحة الوطن والمواطن وحتى المقيم.
وفي عام 1390هـ ظهر وباء «الكوليرا» في الأحساء وأقامت وزارة الصحة في فندق «الروضة» بالهفوف وتحول الفندق أيامها إلى خلية عمل تضم مختلف قيادات الوزاره لمتابعة الوباء والحد من انتشاره. وكنت رئيساً للجنة صحية تعمل في مخيم عند مدخل الهفوف. وكان كل من يريد الدخول للأحساء كنا نطلب منه تناول كبسولات مضاد حيوي 3 مرات في اليوم. ومنذ عام وأكثر ونحن نشاهد الأطباء والفنيين ومن كلا الجنسين يعملون من أجل الوطن ومن أجلنا في مكافحة وباء كورونا 19وقائيًا وعلاجيًا. وهذا ما نلاحظه، بل يعيشه الوطن كل الوطن وهو يشاهد وزارة الصحة تعمل ليل نهار وبحب من أجل صحتنا وبدعم من قيادتنا.. شكراً وطني شكراً وزارة الصحة..