إيمان الدبيّان
الدقة شرطٌ، والمعلومة الصحيحة أساسٌ، والبرهان مطلبٌ، هذا هو معيار أي تقريرٍ يُكتب؛ ولكن الواقع الأمريكي الهُراء فيما أصدروا يَغلِب، وبين جمل لهم تحمل احتمالات بحرف التخيير، واستنتاج من خيال لهم تَعجَب.
التقرير الأمريكي الذي صدر -مؤخراً- حول قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي - رحمه الله-، يحمل ركاكة في الأسلوب كركاكة أسلوبهم في صياغة أحكامهم تجاه من يسجنونه عُنوة، أو يقتلونه عنصرية، أو يحاسبونه خِلسة، تقريرٌ ظنَّت الإدارة الجديدة بتوجهاتها التي لا تختلف عن معظم إدارات سابقة لهم غيرها، ظنَّت أنها بما تبثه من توافه، أو تثير به العالم من مزاعم، سيُخضعنا لمطالبها، أو سيجعلنا ننتازل عن سياستنا، أو استراتيجياتنا التي لا تتوافق مع رغباتهم في بعض منها.
أي مزاعم تستجدي بها الولايات المتحدة سياسات الدول ومصالح العالم من خلال أوهام تنسجها وأباطيل ترويها؟!، أما كان الأجدر بالرئيس الأمريكي الجديد أن يعالج أمور دولته الداخلية من اقتصادية، وإنسانية، وصحية، ويصحح أخطاء أمريكا الكبرى الخارجية؟!
بما أنهم نصبوا أنفسهم قُضاةً، وحُكاماً، أليس الأحق، والأعدل أن يبحثوا، وينبشوا قضايا وجرائم لم يُحكَم فيها بالقانون والشريعة، ولم يَنلْ مجرموها عقابهم، ولم يرضَ صاحب الحق بحقه؟!
أين هم من جرائم القتل في سوريا، وسجون العراق التي أنشأوها، والجزر التي للسجون نصبوها؟! أين هم من اعتداءات الحوثيين وقتل المدنيين؟! وأين هم من رؤساء أحزاب شيطانية، وأصحاب عِمَامَات سوداء غير إنسانية؟!
يا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.. دولتنا السعودية تبني معكم منذ ثمانين عاماً سياسة أساسها الاحترام، وسياجها التعاون، والاهتمام، فدولتنا عُظمى بقادتها، وولاة أمرنا، وبتعاضد رجالنا، وأبنائنا، وأرواحنا معها، وما صدر من إدارتكم أظهر لكم حجم حب، وولاء الشعب السعودي لقادته، ففي خلال دقائق من تجاوزكم المغلوط على خصوصيات الدولة الداخلية، وصل تفاعل الشعب مع قادته إلى (ترند) عالمي، فهلاّ تركتمونا وشأننا، كما نحن نترك كل دولة مع أمورها وقضاياها الداخلية، سواء دولاً قريبة، أو بعيدة، صادقة أو وضيعة؟! فلا وقت لقادتنا ولا لنا في مهاترات نخوضها، وإنما جُلّ وقتنا لنهضة جديدة نخوضها، واقتصادات راسخة بسواعدنا نصنعها، وحدود على جبهاتها بفلذات أكبادنا نصونها، هكذا نحن.