واشنطن - (أ ف ب):
خلص فريق علماء أميركيين إلى أن الديناصورات المتحدرة من أنواع لاحمة عملاقة مثل التيرانوصورات، والتي كانت تولد صغيرة بحجم هررة وتنمو لتصبح كائنات عملاقة، كانت تغيّر بيئتها من خلال إقصاء أجناس أصغر حجمًا. وتساعد الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «ساينس» أخيرًا على حل لغز قديم عن فترة هيمنت فيها الديناصورات لحوالي 150 مليون عام: لماذا كان هناك عدد أكبر بكثير من الأجناس الضخمة مقارنة مع تلك الصغيرة، فيما العكس هو الصحيح على صعيد الحيوانات الأرضية اليوم؟ وتوضح الباحثة في جامعة نيو مسكيكو كات شرودر التي أشرفت على الدراسة، أن هؤلاء «المراهقين» كانوا يمثلون «نسبة كبيرة من هذا الجنس وكان لديهم أثر حقيقي على الموارد المتوافرة» لدى هذه الحيوانات. وحتى مع عدد محدود من المتحجرات، يرى الخبراء أن الديناصورات لم تكن تظهر تنوعًا كبيرًا، إذ لا يتجاوز عدد أجناسها المعروفة 1500، مقارنة مع عشرات آلاف الأجناس من الثدييات والطيور حاليًا. وفي مجمل حقبة الحياة الوسطى قبل 252 مليون سنة إلى 66 مليون سنة، لم يعد هناك نسبيًا وجود لأجناس من الديناصورات الكبيرة التي يزيد وزنها عن طن مقارنة مع تلك التي تزن أقل من 60 كيلوغراما. وبحسب بعض العلماء، فإن الأجناس الأكبر من الديناصورات التي تبدأ حياتها هي أيضاً بحجم صغير للغاية لأنها تتكون في بيض قبل الولادة، قد تستغل موارد الأجناس الأصغر حجمًا في أنظمة بيئية كانت تهيمن عليها بدرجة كبيرة. ولاختبار هذه النظرية، فحصت كات شرودر وزملاؤها بيانات عن متحجرات من العالم أجمع لـ550 جنسًا مختلفًا، ووضعوا تنظيمًا للديناصورات تبعًا للحجم ونوعية الغذاء (عاشبة أو لاحمة). واكتشف الباحثون سمة لافتة لدى الديناصورات اللاحمة المتوسطة الحجم في كل المجموعات التي كانت تضم حيوانات عملاقة بينها التيرانوصورات. وتوضح كات شرودر «قلة من الديناصورات اللاحمة بوزن يراوح بين مئة كيلوغرام وألف كانت تعيش في مجموعات تضم» ديناصورات عملاقة، وكانت صغار هذه الأنواع من الديناصورات «تشغل تمامًا هذه المساحة». وفي العصر الجوراسي (قبل 200 مليون سنة إلى 145 مليون سنة)، كانت الفوارق بين المجموعتين من الحيوانات أصغر في هذه الفئة فيما كان العصر الطباشيري (بين 145 مليون سنة و65 مليون سنة) يضم ديناصورات ضخمة جدًا.