عبد الاله بن سعود السعدون
الإستراتيجية الاستخباراتية الخارجية للنظام الإيراني تعتمد على مكاتبها في الخارج والتي ظاهرها تجاري أو ثقافي وعملها الفعلي تجسسي تآمري، علاوة على الشبكة العنكبوتية لاطلاعات والمنتشرة في القارات الخمس.. وتم كشف نشاط هذه المكاتب التجسسية والتي تتخذ من الثقافة والتجارة غطاءً لها في إندونيسيا في جزيرة سرابايا وكشف مخططاتهم الإجرامية لتجنيد العديد من الشباب الإندونوسي بإغراءات عديدة منها المال وتسهيل سفرهم لطهران وقم وأصفهان للالتحاق بما يسمى بالمعسكرات الإسلامية التي وظيفتها الرئيسية غسل أدمغة الشباب المضلل بأفكار عدائية وتوجيههم نحو العمل الإرهابي ضد الشخصيات السياسية المعارضة لنظام الملالي في طهران، وتم إغلاق هذه المكاتب في جميع الجزر الإندونيسية بعد إثبات علاقتهم في العديد من الأعمال الإرهابية نفذت في مدينة بالي والعاصمة جاكارتا ومرة أخرى طرد منسوبي المكاتب الثقافية والتبشير بالتشييع في ماليزيا وإعادة كافة الطلبة الإيرانيين إلى بلادهم إثر تورطهم في أعمال مخالفة للأمن والسلام الاجتماعي الماليزي.
وجاءت قضية الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي والذي حوكم في بروكسل بتهمة العمل مع جماعة إرهابية من منتسبي اطلاعات الاستخبارية الرسمية لنسف اجتماع (إيران الحرة) للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس في الثلاثين من يونيو 2018م بعد أن حمل المواد المتفجرة بسيارته الدبلوماسية من فيينا مركز عمله في سفارة إيران لدى النمسا إلى بروكسل بواسطة عملاء لاطلاعات يعملون في بروكسل وبعد كشف مخططهم الإجرامي اعترفوا بأن السكرتير الثالث في سفارة إيران بالنمسا أسد الله أسدي هو الذي سلمهم الحقائب الملغمة بالمتفجرات وطلب إدخالها إلى باريس وهو موجود في بروكسل حالياً لإدارة هذه العملية الإرهابية، وألقي القبض عليه بأحد فنادق بروكسل واعترف بجريمته وحكم عليه بعشرين سنة من قبل محمكة الجزاء في بروكسل وتحركت المكينة الإعلامية الإيرانية التي شلتها هذه النتيجة الفاشلة لتآمرات إجرامية فاشلة ضد قوى المعارضة الإيرانية والتي تحظى بالتأييد والدعم من قبل الشعوب الإيرانية كافة، وادعت وكالة الميزان الإخبارية الرسمية والتابعة لمكتب المرشد الخامئني بأن الدبلوماسي أسدي يتمتع بالحصانة الدبلوماسية ولا يحق لسلطات الأمن البلجيكية إعتقاله ومحاكمتة وإيداعه السجن لمدة عشرين عاماً ولجهل الإعلام الإيراني أو بالأحرى تجاهلهم باتفاقية فيينا والتي تنظم بموادها العرف الدبلوماسي والقنصلي بين الدول أن حصانته الدبلوماسية محدودة بجغرافية الدولة المعتمدة بها السفارة التي يعمل بها وليس كل العالم ولا حصانة لأي دبلوماسي يخطط لجريمة قتل جماعية ويتحمل مسؤولية هذه الجريمة الإرهابية وبكل مراحلها مخططاً إجرامياً إرهابياً مسبق التخطيط له من قبله ويهدد الأمن الداخلي والسلام الاجتماعي للعاصمة الفرنسية باريس وتعرض المجتمعون من المعارضة الوطنية الإيرانية وضيوفهم للإبادة الاجتماعية وهذه الجريمة المتكاملة الأركان تدل دلالة واضحة لإرهاب الدولة التي تمارسها حكومة الملالي في طهران ضد معارضي نظامها الفاشستي باستغلال سفاراتها ومكاتبها الثقافية في الخارج لإرهابهم واغتيال رموزهم النشطاء... ويشكل الاعتداء الذي استهدف مطار أربيل في إقليم كردستان العراق مثلاً جديداً لإرهاب الدولة بضلوع الحرس الثوري الإيراني وميليشيا أولياء الدم الولائية بهذا الهجوم الصاروخي على المطار ومباني القاعدة الأمريكية المجاورة له، وأثبت فحص الأجزاء المتبقية من الصواريخ بأنهامن صنع إيراني في مدينة سنجان، وتم إنتاجها بمصنع شهيد رضائي التابع للحرس الثوري الإيراني...
وتواصل الأذرع الإيرانية التآمرية بالعمل الخفي والظاهر وحسب المناخ الذي تعيشه هذه الكوادر، التي اختارها ودرّبها النظام الإيراني في معسكرات الجريمة والتآمر، وللأسف أن تكون بعض مراكز تآمرية. في بعض دول الجوار العربي والتي ابتليت بالسيطرة على قرارها السياسي والتي تستهدف أمن واستقرار بعض دول الخليج العربي، وجعلت منها أوكاراً حاضنة لكل إرهابي اعتدى على وحدة وأمن المجتمع الخليجي بأكمله، وبأسماء مختلفة يجمعها عامل مشترك يحمل صفة إرهاب الدولة وبإشراف مباشر من مكتب الخامئني وعلى رأسها ما يسمى بحزب الله ومجموعته الإرهابية من ميليشيات إرهابية مسلحة تدين بالولاء إلى النظام الإيراني في طهران والذي تشترك بهدف واحد من انتهاكات الأمن الخليجي ومخالفة للنظام العام وداعية للفوضى، وترهيب أبناء الوطن الواحد بتصرفاتهم الإجرامية، والتي نبذها ونبذهم معها كل مواطن عربي خليجي شريف يحب وطنه ويغار على سمعة بلاده، ويتعلق بحبه وولائه لقيادته المخلصة واستقلال علمه وسيادته الوطنية.ويلاحظ المتلقي والإعلامي في محيطنا الإقليمي والدولي شدة واستمرارية الحملات العدائية الإيرانية المغرضة ضد شعوب الخليج العربي، واستهداف أمنها واستقرارها بشكل مخطط له ومبرمج، حسب الأحداث الوهمية المفبركة من خيال صانعيه من خارج الحدود، مستغلين حوادث مصطنعة من خيالهم الأزرق لدس الدخان السام لفضاء المنطقة الإقليمية بأسرها، مجندة لهذه الحملة الإعلامية الإجرامية أكثر من ستين قناة تلفزيونية تنطق باسم إعلامهم الطائفي، ولتنفذ حملات مبرمجة ضد دولنا العربية الخليجية ورموزنا الوطنية، والتي -ولله الحمد- تحظى بالحب والتقدير والالتفاف من قِبل كل شعوبنا الخليجية، مشكلين نموذجاً فريداً من الوحدة الوطنية المتينة التي تتكسر عند صلابتها كل مخططات ومشروعات النظام الإيراني. وإني أدعو صادقاً لتفعيل الوثيقة الإعلامية الخليجية الموحّدة للتصدي بصوت وقلم خليجي عربي واحد ضد هذه الحملات العدائية الطائفية، والتي تروّجها وسائل الإعلام الطائفية العميلة لملالي طهران، والمدعومة مالياً وللأسف من دخل وقوت الشعوب الإيرانية الصابرة، على شكل دعاية وإعلان مذهبي طائفي، وجعل الثلاثي الكاذب قنوات العالم واللؤلؤة والكوثر وجوقتها الفضائية رأس حربة للكذب والدجل الإعلامي الذي ينعكس ويرتد ضد مروّجيه ومصدريه استنكاراً ورفضاً من كل مواطن عربي شريف، ولن تنطلي عليه أكاذيبهموأغراضهم الدنيئة.
إنها دعوة صادقة لكل الإعلاميين العرب أن يشحذوا هممهم قبل أقلامهم لتوحيد خطابهم الإعلامي، وكشف الإرهاب الإجرامي الذي تتبناه حكومة ملالي طهران لإثارة التخريب والفوضى في دول الجوار الإقليمي وأنها لدعوة جادة أيضاً لإيقاظ أشقاء الوطن والمواطنة والمغرر بهم من أبناء الشعب العربي الخليجي الأصيل بأنّ المواطَنة أساس كل مرتكزات الحقوق المدنية، وأنّ الإعلام الإيراني الكاذب الداعي لتخريب الوطن ومؤسساته الاقتصادية، والمستند على الطائفية البغيضة والمرفوضة عربياً وإسلامياً، وأن النظام الإيراني معاد للوطن الغالي ويستهدف بتدخله في شؤون دول خليجنا العربي ووحدة شعبه وطمس هويته الوطنية وآماله في الأمن والاستقرار.