أتساءل يا أبي
أين أنت؟
فيخطفني هذا السؤال إلى المجهول أكثر
إلى الإعياء أكثر
يشُد تلابيب قلبي
يعصرني
يسُد أنفاسي بـ: «ميت»
طويل هذا الصمت، ألن تعود؟
فالخوف عبر إلي من ثقب الإبرة
والجرح
مهرج ضحك على النسيان!
تحومُ حول عُنقي طقوس الإجابة
وأنا أصعدُ للذهول
انزلق على حواف السؤال الصعب
أخاف أن تُصيبني الأيام
بثقب في الرئة من خلال كلمة: مات!
ابتلع النهايات التي تغسل هموم أسئلتي بموتين..
فأعاني من رعب أبكم
يصيرُ دمعي ضرورة لكنه
غيرُ ممكن
يحتل حنجرتي ذعر قاتل
وشيءٌ من أسف مضيء..
يقصفني الموج ويحدني
مثل جزيرة نقية تزدهرٌ ببراءة
ينقتل حلمي بجواب يستحيلُ
تخطيه.. إنك ميت!
ما الموت يا أبي
في وضوحنا المُدمر غير
أبد من التشويهات الحذرة
شكٌ أزلي في عواطفنا المتخاذلة..
معاناةٌ مُصاحبة
مغمورةٌ بالعذاب!
ترحلُ مُتحررًا من كلِ ذكرى
كأن موتك نجاحٌ قاتل
سَكينة شرسة مُرتجفة من البرد
غمراتٌ مبكرة
لا تنجلي لأي طارئ!
اللَّهم طِيب الأثر وحُسن الرحيل..
** **
- رباب محمد