علي الصحن
لماذا لا يُعمر المدربون في ملاعبنا؟
ولماذا ينجح مدرب في موسم ثم يفشل في الموسم الذي يليه رغم توفر نفس الأدوات والإمكانات؟
ولماذا أصبح رحيل مدرب وحضور آخر عادة سنوية في معظم الأندية؟
والسؤال الأهم: لماذا يفشل مدرب عالمي أو معروف ثم ينجح مدرب أقل منه اسماً وتاريخاً وبنفس الأدوات؟
وعلى سبيل المثال، نجح رازفان مع الهلال وحقق ثلاث بطولات تاريخية مع الفريق، قبل أن يتراجع ويخسر ثلاثاً، ويفقد النقاط بشكل غريب في الدوري، ثم يصدر قرار إقالته، وما حدث له حدث لمدربين كثر قبله وفي جميع الأندية.
الإجابة على هذه الأسئلة ربما تكون عن طريق عصف ذهني يطرح أسئلة أخرى:
هل ينتهي طموح المدرب بعد إنجازين أو ثلاثة مع الفريق؟
هل للجو العام المحيط بالفريق دور في تراجع عمل المدرب؟
هل انكشف المدرب مع مرور المنافسات وأصبحت طريقته الفنية مكشوفة ومقدور عليها، خاصة إذا كان من النوع الذي لا يميل إلى تطوير نفسه وتجريبه طرقاً فنية مختلفة؟
هل يتسرب الملل للاعبين من مدربهم وطريقته الفنية؟ أم تبشعوا من الإنجازات التي حققوها معه، وباتو بحاجة إلى مدرب جديد يشعل جذوة حماسهم من جديد؟
هل للعلاقة مع المدرب وسقوط الحواجز المفترضة بينه وبين لاعبيه دور في عدم تقبلهم لتوجيهاته وبالتالي الفشل معه؟
هل يكون هناك اتفاقية ضمنية بين بعض اللاعبين لإسقاط المدرب لأي سبب كان؟
هل يبحث المدرب عن الشرط الجزائي؟
هل يعود ذلك إلى طبيعة المدرب وشخصيته (قوة أو ضعفاً)؟
هل وصلت للمدرب عروض مغرية في مواقع أخرى، وبالتالي يبحث عن الفشل حتى يذهب لعمله الجديد؟
بالنسبة لي أرى أن فشل المدرب يحدث لأسباب متقاطعة، أبرزها ملل اللاعبين وتشبع المدرب وعدم قدرته على التجديد وبحثه عن الرحيل على حساب الإدارة، حتى وإن كان ذلك على حساب الـ(CV) الخاص به، وهو ما يتطلب أن تسعى الأندية للحفاظ على حقوقها، وأن تضع في العقود المبرمة مع المدربين الشروط التي تؤدي إلى ذلك، كما أن عليها أن تضع لجاناً فنية متخصصة ومتمكنة، تقيم عمل المدرب طوال الموسم، وتتدخل في الوقت المناسب، وقبل أن يكون تحرير قرار الإقالة مثل عدمه.
حكاية (مدرب رايح .. مدرب جاي) يجب أن يكون لها حلول جذرية، من قبل الجهة المختصة، فآثارها ممتدة على الأندية والرياضة السعودية فنياً ومالياً، كما أشير هنا إلى أن المدرب قد يرحل لأن صانع القرار يبحث عن شماعة يعلق عليها الفشل، ولن يكون هناك أفضل من المدرب بكل تأكيد.
* * *
لم يكن رحيل رازفان كافياً لإعادة الهلال، فالفريق يدفع اليوم ثمن أخطاء متراكمة، لن يعالجها قرار واحد.
إدارة الهلال هي من يتحمل ما يحدث وهي من يتحمل تراجع الفريق، فهي من تأخر في إقالة المدرب وهي من فشل في إحضار لاعب يدعم الفريق مكان خربين وهي من تعاقد مع فييتو عوضاً عن إدواردو.
الهلال يحتاج للكثير وقد تحدثنا عن ذلك منذ سنة وليس من أمس أو قبل شهر... ولكن.