من نظريات التعليم والتعلّم المتعارف عليها بين المهتمين والباحثين في الميدان التعليمي النظرية البنائية، والتي تهتم ببناء مكونات الشعور، ومن أشهر روادها العالم «فونت».
وتركِّز النظرية البنائية على أنَّ الطلاب والطالبات هم محور أو مركز العملية التعليمية، لذا فالطلاب والطالبات يبنون المعرفة من خلال خبراتهم الشخصية، لأنَّ الطلاب والطالبات متعلِّمون نشيطون واجتماعيون في عملية التعلّم.
وقد يستخدم المعلّمون والمعلّمات مع الطلاب والطالبات في النظرية البنائية مجموعة متنوِّعة من طرق التدريس التي تكفل للطلاب والطالبات بمركزية التعلّم، مثل: التعلّم الذاتي، التعلّم التعاوني، التعلّم بالأقران، الاستكشاف، التعليم المدمج ... إلخ.
ومن واقع تجربة شخصية فإنَّ من الإستراتيجيات الفعَّالة لتدريس الطلاب والطالبات من خلال منصة مدرستي ومايكروسوفت تيمز إستراتيجية «التعليم المدمج».
فما هو التعليم المدمج؟
وما هي مسميات التعليم المدمج في مختلف الأوساط التعليمية؟
وكيف نستطيع تطبيق التعليم المدمج مع الطلاب والطالبات؟
وما هي أبرز فوائد (إيجابيات) تطبيق التعليم المدمج؟
وما أشهر التطبيقات التي تدعم استخدام التعليم المدمج؟
يُعرف التعليم المدمج بأنه التعليم الذي يمزج بين خصائص كل من التعليم الصفي التقليدي والتعلّم عبر الإنترنت في نموذج متكامل، بحيث يستفيد من أقصى التقنيات المتاحة لكل منهما.
كما يُعرف التعليم المدمج بأنه أحد صيغ التعليم أو التعلّم التي يندمج فيها التعلّم الإلكتروني مع التعلّم الصفي التقليدي في إطار واحد، حيث توظَّف أدوات التعلّم الإلكتروني سواء المعتمدة على الكمبيوتر أو على الشبكة في الدروس، مثل معامل الكمبيوتر والصفوف الذكية ويلتقي المعلمين والمعلمات مع الطلاب والطالبات وجهاً لوجه في معظم الأحيان.
وقد تعدَّدت مسميات التعليم المدمج، فمنها: التعليم الخليط، التعليم المختلط، التعليم المزيج، التعليم المتمازج، التعليم المؤلف، إلا أنَّ التعليم المدمج مع تعدد مسمياته له هدف واحد وهو: أن يتلقى الطلاب والطالبات تعليمهم بالطريقتين التقليدية (يتقابل المعلم والطالب وجهاً لوجه في المدرسة) والإلكترونية (يتقابل المعلم والطالب من خلال منصة مدرستي ومايكروسوفت تيمز).
أما آلية تطبيق التعليم المدمج فتتم من خلال ما يأتي:
أولاً: يوضح المعلمون والمعلمات للطلاب والطالبات مفهوم التعليم المدمج وآلية تطبيقه.
ثانياً: يشرح المعلمون والمعلمات الدروس للطلاب والطالبات أربع أيام في الأسبوع من المنزل (حسب قرار وزارة التعليم مع استمرار جائحة كورونا) من خلال منصة مدرستي ومايكروسوفت تيمز، أي أنَّه سيتم الاعتماد على التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني.
ثالثاً: يشرح المعلمون والمعلمات الدروس للطلاب والطالبات يوم واحد في الأسبوع من المدرسة (حسب قرار وزارة التعليم مع استمرار جائحة كورونا)، أي أنه يسمح لأي طالب أو طالبة لم يفهم الدرس أو يحتاج لتوضيح في مسألة ما إن يحضر للمدرسة (بعد التنسيق المُسبق مع معلِّم أو معلمة المادة لضبط عدد الحضور، ومراعاة الجوانب الاحترازية من فيروس كورونا كالتقيد بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة ... إلخ)، ويتقابل الطالب أو الطالبة مع معلم أو معلمة المادة وجهاً لوجه لكي يتم شرح ما صعب فهمه على الطالب أو الطالبة بشكل جيد.
رابعاً: في حال التحكم بجائحة كورونا وعند رجوع الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات للمدارس ليكون التعليم حضوري، يتم استمرار تطبيق التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني من خلال الاستفادة من منصة مدرستي ومايكروسوفت تيمز مع الطلاب والطالبات من خلال المنزل في الفترة المسائية من حيث: إرسال الواجبات والأنشطة والتمارين واختبارات متكررة والإجابة عن الاستفسارات ... إلخ، وعند ذهاب الطلاب والطالبات للمدرسة في الفترة الصباحية يكون التعليم حضورياً (وجهاً لوجه).
ومما ينبغي الإشارة إليه أنَّ تطبيق التعليم المدمج له عدة مزايا، ومنها ما يأتي:
أولاً: خفض نفقات التعليم مقارنة مع التعلّم الإلكتروني وحده.
ثانياً: تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بين المعلمين والطلاب، والمعلمات والطالبات.
ثالثاً: المرونة الكافية لمقابلة كافة الاحتياجات الفردية وأنماط التعلّم لدى الطلاب والطالبات باختلاف مستوياتهم وأعمارهم.
رابعاً: يُعد استخدام التعليم المدمج حلاً جيداً لصعوبة شرح الدروس العملية (التطبيقية) إلكترونياً.
خامساً: الانتقال من التعلّم الجماعي المتمركز حول الطلاب والطالبات، والذي يصبحون فيه نشيطين ومتفاعلين.
سادساً: يعمل على تكامل نظم التقويم للطلاب والطالبات.
سابعاً: إثراء خبرة الطلاب والطالبات، وتحسين فرص ونتائج التعلّم.
ثامناً: رفع جودة العملية التعليمية ومن ثَمَّ رفع جودة المنتج التعليمي وكفاءة المعلمين والمعلمات.
ومن الأمثلة على التطبيقات أو البرامج التي تدعم استخدام التعليم المدمج مع الطلاب والطالبات ما يأتي:
أولاً: منصة مدرستي.
ثانياً: مايكروسوفت تيمز.
ثالثاً: قنوات عين التعليمية.
رابعاً: موقع المدرسة (إذا كان يسهِّل من عملية تواصل الطالب/ة مع المعلم/ة).
خامساً: قناة تعليمية للمعلمين والمعلمات في اليوتوب.
ختاماً..
مع استمرار تأثير جائحة كورونا على جميع دول العالم في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، فقد أثبت منسوبو وزارة التعليم مدى تحملهم للمسؤولية والقيام بمهامهم كما ينبغي لها، وإنَّ دلَّ هذا الأمر فإنما يدل على نجاح وتميز قائد وزارة التعليم معالي د. حمد آل الشيخ، لماذا؟ لأنَّ المؤسسة الناجحة دليلٌ على وجود قائد ناجح.