محمد ناصر الأسمري
أمرٌ عجيب بل ربما ليس غريباً حينما تتفاوت اللهجات في المجتمعات العربية في تغيير معاني الأسماء. تحضرني طرفة في تفاوت الفهم بمعنى الاسم من لهجات بعض السعوديين في مقابل لهجة مصرية.
كان السيد (مروعي بن مرعي) رجلاً فكهًا لطيف المعشر، تعرَّف على رجل مصري اسمه (برعي النجار) (Alnaggar) في مطار جدة.
فرح مرعي (بالنقار) ورحَّب به، وقال: الحمد لله ما دام نقارًا فالله يحييك، عندي عرس لولدي وأبغالك تأتي تنقر الزير والزلفة يعرضون عليها الرفادة والمعازين ويلعبون الخطوة واللعب الشهري، وأنت ضيفي.
فرح برعي النجار (النقار) ووصل إلى منزل مرعي وشاهد توافد الناس بكثرة، معتقداً أنه الضيف حسب دعوة مرعي له، وبعد العشاء قامت ملعبة الأفراح وطلب مروعي من برعي النقار أن يبدأ ينقر الطبلة والزير، ذهل الرجل واستغرب ولم يقترب من الزير ولا الطبلة.
واستغرب أيضاً مروعي: خير يا أستاذ برعي ما لك ما تنقر.. أليس اسمك النقار؟؟
نقار أيه يا عم وطبلة أيه، أنا اسمي النجار مش الطبَّال.
قل لا إله إلا الله، والله أني حسبت اسمك النقار.
هكذا كان تفاوت اللهجات سبباً في الحرج للصديقين.
في المقابل وعلى وتيرة التفاوت، حصل في مدينة الرياض أن وصل السيد (سميحان) إلى أحد المشافي لزيارة صديقه (صيندح الصندوحي) المنوم في المشفى.
سأل موظف الاستقبال (حمادة) عن غرفة المريض صيندح، فأجابه الموظف أنه قد خرق (خرج).
قال كيف خرق؟؟ قال خرق من المستشفى.
يعني خرق الجدار مثلاً؟ أيش ذا العلم؟؟
يا عم الله يصلح حالك أهو خرق والسلام؟؟