د. عبدالرحمن الشلاش
أصحاب الشهادات الحقيقية هم من أمضوا سنوات طويلة من أعمارهم في الدراسة والتحصيل العلمي دون كلل ولا ملل، ودون أن يبنوا أحلامهم بيوتًا على الرمال أو يلهثوا وراء السراب الخادع والزخارف المزيّفة وإنما مشوار حافل بالعطاء والإنجاز واكتساب المعارف والمهارات ونيل الشهادات من أعرق الجامعات.
الإنصاف الحقيقي لهؤلاء ليس فقط في حصولهم على وظائف مقابل شهادات الدكتوراه أو الماجستير التي حصلوا عليها فالمجال متاح أمامهم ولا مشكلة في ذلك، ولا في وصول بعضهم للمراكز ونحوها. الإنصاف هو مضي الأجهزة المعنية مثل نزاهة والجهات الرسمية في ملاحقة الوهميين الذين حصلوا على شهادات من جامعات غير موجودة أصلاً، وتجريدهم من تلك الشهادات والمراكز وما حصلوا عليه من امتيازات وأموال وشهرة وغيرها.
بقاء الوهميين في الساحة له أضرار بالغة قد لا تظهر تلك النتائج السلبية إلا بعد مضي سنوات لقاء ما يحدثونه في المتلقين والمتابعين نتيجة تدريب أو تعليم أو عمل في مجال صحي أو استشاري أو نفسي أو دعوي. لن تكون لهم نتائج إلا نشر الجهل ففاقد الشيء لا يعطيه ولا يؤمل من ورائهم تطوير أو تحسين وسيكون لتركهم يعبثون آثارًا بالغة السوء.
في مقالة سابقة ركّزت على دور نزاهة هيئة الرقابة ومكافحة الفساد وفتح الملفات الجاهزة لإغلاقها إلى الأبد بعد اتخاذ الإجراءات القوية فالحصول على شهادات وهمية عن طريق التوصيل السريع طامة كبرى لا تقل في تأثيرها العميق عن الفساد الإداري أو المالي واللذين حظيا باهتمام كبير من القيادة الرشيدة وقد تابعنا الحرب على الفاسدين إداريًا وماليًا وبانتظار الحرب على الفاسدين علميًا فهم أشد فتكاً من غيرهم.