د. علي بن صالح الخبتي
الكتاب سطَّره أكثر من سبعين شخصية وطنية وخارجية من المفكرين ورجال الأعمال والأكاديميين والمهنيين، وقدَّم له معالي أ.د. مدني علاقي.. وهو خلاصة تجارب نوعية ونجاحات مثمرة وطريق نجاح لا يستفيد منه الشباب فقط، بل كل من قرأه. يتحدث الكتاب عن أيقونة نجاح متمثلة في تأسيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا التي تعتبر من أكبر الجامعات الأهلية، وتصل نسبة توظيف خريجيها أكثر من 80 في المئة قبل تخرجهم.. على الرغم من أنه لم يمض على تأسيسها أكثر من عقدين من الزمان.
الدكتور عبد الله بن صادق دحلان تخرج في كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وحصل على الماجستير والدكتور في إحدى الجامعات البارزة في الولايات المتحدة الأمريكية.. وعاد وعمل فيها أستاذاً لكنه لم يلبث أن انخرط في عالم المال والأعمال كرئيس تنفيذي للغرفة التجارية في جدة لمدة 20عاماً . ثم عُيِّن في مجلس الشورى عام 1426هـ، ثم عضواً في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية والعربية ورئيس مركز الأبحاث الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة مدارس كورال العالمية.
قصص هذه النجاحات وما مر بها من تجارب صعوداً ونزولاً تستحق أن تروى وتستحق أن يشار إليها وينبه إليها الأجيال.. وعلى الرغم من بعض حالات الفشل التي مرت بها هذه المشروعات النوعية، إلا أن الكتاب يشير إلى أن الفشل بالنسبة للدكتور عبد الله دحلان لا يتعدى أن ينظر إليه كطريق لا يؤدي إلى الحقيقة.. ويتوجب أخذ طريق آخر يوصل إليها وبالتالي إلى النجاح.. والمحاولة لدى الدكتور عبد الله دحلان لا تتوقف على مرة أو مرتين أو ثلاث.. فقصص النجاح التي يرويها الكتاب تقول لنا إن النجاح بل النجاح الباهر يكمن وراء عشرات المحاولات، وأن اليأس يجب أن يُحذف من قاموس مسيرتنا الحياتية، ويتحدث الكتاب عن أن النجاح ربما هو مستقر بعد آخر محاولة.
ولا تتوقف نجاحات الدكتور عبد الله دحلان في مجال المال والأعمال، بل رأيته وطنياً حتى النخاع، فقد كتب وثيقة من 1177 صفحة كلها صور بالشواهد والأدلة على مسيرة نجاح المملكة العربية السعودية.. عن برامجها وخططها واستراتيجياتها ورؤيتها.. سمَّاه « طموح وطن «.. ليس قصصاً جميلة أو لغة منمقة.. بل شواهد وأدلة وأمثلة على شموخ وطننا المملكة العربية السعودية وقصة وصوله إلى أن يكون إحدى دول العشرين الأكبر اقتصاداً في العالم.
والعمل الخيري لدى الدكتور عبد الله دحلان إنجاز لا يريد الحديث عنه ولا يُعرف معظمه، لكن الكتاب تحدث عن « مبرة الدكتور دحلان لتعليم الأيتام « التي تسعى لتوفير العيش الكريم لهم عن طريق تبنيهم في مؤسساته التعليمية من الابتدائية إلى الجامعة بالمجان .
وخلاصة القول فإن الحديث عن كتاب « سيرة مفكر: كفاح ونجاح الدكتور عبد الله بن صادق دحلان « هو خلاصة قصص نجاحات باهرة تستحق أن ينصح بها شبابنا وشاباتنا.. فهي بحق مثال يجب أن تُحتذى به.. الدكتور عبد الله بن صادق دحلان هو نفسه أيقونة إنسان في تعامله ولا أظن الواحد والسبعين شخصية التي سطرت هذا الكتاب إلا أن يجتمعوا على حق فيما ورد عن هذه الشخصية السعودية التي لا تملك إلا أن تعجب بها وتقدرها وتثمن ما قامت به لوطنها ومجتمعها.
وفَّق الله الدكتور عبد الله دحلان.. ووفق كل جهد مخلص.. وحفظ الله بلادنا المملكة العربية السعودية وقيادتها وأدام علينا ما ننعم به من عزة وأمن واستقرار إنه سميع مجيب.