عثمان بن حمد أباالخيل
(وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَهرِ بَيْنَ الحُفرْ)
بيت شعر للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، الخوف، القمة، الحياة، الحفر. في حياتنا هناك قمم كثيرة قمم إيجابية وقمم أخرى سلبية والإنسان هو الذي يحدد أي من تلك القمم تناسبه ويملك متطلبات الصعود إلى تلك القمة. الطموح والإرادة والجرأة وقبل هذا تحديد الهدف، الطموح أن تتطلع إلى الصعود وتبتعد عن القاع نابذاً كلمة مستحيل فهي كلمة في عقول المتراخين، أما الإرادة فهي المفتاح الذي يحدد الطريق الذي سوف يسلكه، بعيدًا عن الجرأة المتهورة فعلية، يكون جريئاً، صامداً في وجه الشدائد، طموحاً إلى العلا. يتوّج هذا كله تحديد الهدف والغاية من الوصول إلى القمة وبدون هدف واضح المعالم ويمكن قياسه ومحدد بوقت تصبح المحاولة ضجيج، وفي حياة الإنسان هناك ضجيج من المحبطين الذين يعيشون في دائرة اهتمامك ومن المهم جداً أن تعلم أن ساحة النجاح كبيرة وتتسع لكثيرين، فوصول كثيرين قبلك للقمة لا يعني أن المكان قد لا يستقبلك.
آلاف البشر بل مئات الآلاف وربما ملايين وصلوا إلى القمة وحققوا أهدافهم. للوصول إلى القمة هناك سلّم النجاح الذي مكّنهم من صعود درجاته، من عبارات شكسبير في النجاح: (النجاح سلم لا تستطيع تسلقه ويداك في جيبك). بدون استراتيجية واضحة وهذا ما يتميز به الإنسان الجاد تصبح المحاولة فاشلة، وقبل هذا التوكل على الله سبحانه وتعالى ومن ثم المثابرة والطاقة الإيجابية والقدرة على التواصل والثقة بالنفس. لا يعرف حلاوة الوصول إلى القمة إلا من ذاق مرارة الصعود، ولا تستمع للمشككين حين يقولون: القمة لا تستوعب إلا القليلين من الناس.
قصص نجاح من وصلوا إلى القمة من حولك تعرفهم وتتعرّف عليهم وكيف وصلوا، قصص نجاح سعوديين وسعوديات تربعوا في قمة النجاح كُثر وفي كافة الأنشطة الاقتصادية والإدارية والطبية والأبحاث والتعليمية وتجارية ومناصب أخرى كثيرة. لا أريد أن أغوص في بحر من وصلوا فالبحر عميق، ولكن ما يحز في نفسي أولئك الذين يظنون أنهم وصلوا إلى القمة من أعماهم السلبية أنه نجاح سلبي وعاصفة تنتهي مع غروب الشمس إنهم منتشرون في وسائل التواصل الاجتماعي.
أحياناً ليس صعباً أبداً الوصول للقمة ولكن الأصعب هو المحافظة عليها في بعض مجالات الحياة والبعض الآخر يتربع في القمة طول الزمن ويخلّد ذكرى وصوله جيلاً بعد جيل. لا تكسر مجاديف غيرك إن كنت لا تستطيع السعي للوصول إلى القمة ولا تحبطهم ولا تقلل من جهودهم وإصرارهم.