د. عبدالرحمن الشلاش
الشهادات الوهمية هي شهادات تم الحصول عليها من مؤسسات يقال إنها جامعات تمنح البكالوريوس والماجستير والدكتوراه لكنها ليست موجودة على أرض الواقع, فليس لها مقرات تشاهد بالعين المجرَّدة ولا حتى بالميكروسكوب أو العدسات المكبّرة، والبحث عن تلك المقرات مضيعة للوقت.
سألنا من يدلنا أو يرشدنا إلى الاتجاه الذي يوصلنا إلى أبواب تلك الجامعات التي يقال إنه تخرَّج منها فلكي, وراق شرعي ومدير مركز بحوث، ومدير استثمار رياضي، ومستشار أسري، وخبير تنمية بشرية، وداعية، ومدير تعليم، ومدير مركز معلومات ووثائق، ومدرب ومستشار نفسي، وقانوني، ورجل أعمال، ومسؤول في لجنة لإصلاح ذات البين، ومسؤول حقوق إنسان، ومشرف في بنك سعودي، ومدير في إدارة للتوجيه، ومحام، ومستشار تعليم، ومدرب صحي، ومسؤولة في جامعة سعودية، ومسؤول في مؤسسة للنشر والتوزيع، وغيرهم كثر يحتلون مواقع مؤثِّرة، وحقق بعضهم شهرة واسعة وتبعه جيش كبير من السطحيين متأثرين بما يطرحه من عبارات إنشائية نقلها من كتب أو مواقع أو منشورات حتى غدا فيلسوف زمانه تتم استضافته والاحتفاء به وتصنيفه من كبار الرموز.
لا شك واقع مزر يحتاج إلى تدخل عاجل واجتثاث دون مجاملة لأحد كائناً من كان. كيف يترك يعبث من حصل على ورقة على أنها شهادة إما من مكتب مؤقت في شقة، أو عن طريق التوصيل السريع عبر الإنترنت، من جامعات لا وجود لها في الحقيقة ولم نسمع بها من قبل ولا تقدم تعليماً حتى ولو كان عن بعد.
من يعرف يرشدنا لنتأكد فعلاً أنها موجودة؟ للأسف كل المعلومات التي ذكرت موثّقة ونشرت للجميع ولم تعد سرًا من الأسرار! لكن هناك من يتعامى أمامها أو يقلِّل منها أو يتهم من ينشرها بالحسد رغم أن كل هذه الجهود من أجل مصلحة هذا الوطن فلا يصل لمنصب وظيفي أو اجتماعي أو دعوي إلا من يملك المؤهلات لذلك الأمل كبير جداً في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة» والتي قدمت الكثير من المنجزات في مكافحة الفساد ومنتظر أن تتولى هذا الملف لينتهي بذلك مسلسل طويل أبطاله ما زالوا يسرحون ويمرحون.