علي الخزيم
لا اختلف ولا اتفق مع ما جاء في خبر أغرب حفل زواج خليجي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وأحسب نفسي محايداً ضمن من يكتفون بالمتابعة والتعجب ليس الَّا، ولم تكن الغرابة في الزواج بل في الاحتفالية التي لفتت انتباه وأنظار المُتلقِّين لمعرفة خواتيم الحفل وكيف ستكون الزفة، فقد تداول القوم مؤخراً صورة لرقعة دعوة لحفل زفاف عُدَّ من أغرب الأعراس على وجه الأرض؛ ذلكم أن العروسين المُحتَفى بزفافهما هما جمل وناقة (فحل ومنقية) دُعِي لحضور مناسبتهما جمع من محبي اقتناء الإبل ومربيها، وتشير عبارات الدعوة - وعلى ذمة ناشرها - إلى ان مغنياً شعبياً سيطرب الحضور بعد أن تُقَدّم الحفل مذيعة خليجية معروفة! وأثار محتوى البطاقة الكثير من التعليقات الساخرة والجادة، فحين وضع مغردون الخبر موضع الدعابة والمزاح للتسلية؛ عَدَّه آخرون خبراً صادقاً بل إنهم صرَّحوا باسمي العروسين وقيمة المهر ونوعه إن كان نقداً أو مصوغات ومجوهرات!
خبر الحفل وصورة بطاقة الدعوة تناقلتها وسائل إعلام متعددة مختلفة عربية وأجنبية، فما هو تصورك كمواطن أمام هذا الموقف وانتشار الخبر؟! سيقول البعض إنها مجرد اشاعات، وإن صدقت فإن أصحابها كانوا يميلون للفكاهة وحب التسلية ومغرمون بالطرائف والمواقف المُسلية، وانهم ربما أرادوا محاكاة مواقف كوميدية صنعها آخرون ببلاد عربية وغربية على سبيل الطرافة والفكاهة، وسيقف آخرون موقف المُعترض على تبذير المال بما لا طائل منه، وأعادوا للأذهان ما تم سابقاً من إقامة حفل زواج لقطَّين كلف صاحبهما ما يربو على مائة ألف ريال إن صدقت الأقاويل المتداولة، وزادوا بأن حفلات تزويج (إبل وماعز) كانت تتم وإن لم يعلن عنها، ما يؤكد أن هناك شطحات طارئة يعيشها بعض الأفراد لأسباب تخصهم قد لا يجدون لها تفسيراً.
وثمة تساؤل يبرز من ثنايا هذا الخبر مختصره: هل تشعر هذه الحيوانات بأبعاد الاحتفالية وما يصاحبها من هنيهات الصفاء والأحاسيس الوجدانية (رومانسية)؟! ووجدت جواباً قد لا يكون شافياً تماماً غير أن فيه بعض التلميحات حول مشاعر مخلوقات الله الموصوفة بأنها غير عاقلة، فقد أكد أحد المتخصصين بهذا الشأن أن اعتقاداً خاطئاً لدى البشر بأن المشاعر الرقيقة (الرومانسية) تخصهم وحدهم، فهناك حيوانات لها ذات المشاعر والميول لمراسم العشق والهيام، وأسمى درجات التودد بين متحابين! وأنه قد تم رصد جملة من مظاهر الحب بين أنواع من الحيوانات والطيور، وقال: (وكما أن هناك بعض البلدان والأجناس البشرية المعروفة برقتها الفطرية المطلقة، كذلك الأمر بعالم الحيوان، حيث نجد حيوانات بهذا الشعور)، وبعيداً عن هذه الجدلية اتفاقاً أو عدم اتفاق؛ فبدلاً من مراقبة رومانسية الطيور والزواحف، ألا يجدر بنا كبشر أن نُنمِّيها بعلاقاتنا الأُسرية والاجتماعية بما يليق بالإنسان وأخيه؟!