د. خيرية السقاف
في الخضم النازف الجارف ربما لا يليق بذات راقية, نبيلة مع ذاتها العميقة
إلا أن يكون لها ميثاق عهد ذاتي:
أن تكون لتيار الطمي سداً منيعاً..
ولبركان الدمار مطراً غزيراً..
ولحفر الخديعة تراباً ثقيلاً..
ولخشاش السموم ناراً موقدةً..
ولمتاه اللسان حصناً مكيناً..
ولشتات القِيم ملاذاً أميناً..
وللأشلاء المتشظية لجذور تعرَّت فيها, وتتعرَّى نطاسيا يعالج,
وبنَّاءً يُقيم, وحارساً يسهر, ومصباحاً يهدي..
حين يكون لكل ذات ميثاقها مع ذاتها, يكون عندئذ الميثاق الإنساني
على جادة التنفيذ..
ويكون لبيئة الإنسان أن تشفى من مآلات الخضم النازف الجارف الذي يعتريها
على امتداد الأرض..
يعتري صحتها النفسية, وسياجات أسماعها وأنظارها,
ومفاصل عقولها وأفكارها,
ومعاقد قيمها ومبادئها,
وتمايز اختلافاتها, وانتماءاتها,
بل أيضاً دينها, وعقيدتها, ولسانها..
فكل ذات لإنسان إن لم يكن لها ميثاق عهد ذاتي تتوه في صخب الدنيا!