يوسف بن محمد العتيق
كما أن الأعمار لا تقاس بعدد السنوات، بل بالإنجاز والمنجزات وما يخلفه الإنسان من أعمال وإرث يذكر به فيشكر، وكذلك الكتب فهي لا تقاس بعدد الصفحات، بل بما تضمنته من فائدة ومعلومات، وهكذا الحكم على الكثير من الجوانب فإن الحكم لا يكون على المظهر فقط، بل على المظهر والمخبر أو الجوهر.
أقول هذا وبين يدي خواطر وذكريات كتبها الأستاذ إبراهيم بن محمد آل تويم الهاجري، تحت عنوان (صفحات من حياتي... ذكريات ما بين الجريفة والمفيجر)
والجريفة هي مسقط رأس بن تويم في منطقة الوشم، والمفيجر هي مركز يتبع محافظة الحريق وقد عمل بن تويم رئيسا لمركزها في فترات سابقة.
وبين هاتين المحطتين عمل ابن تويم في محطات مهمة كمحافظ للحريق وعضوا في رابطة الأدب الإسلامي، وعضوا في نادي الرياض الأدبي النادي العريق، ليؤسس بعد ذلك سبتية ثقافية في مسقط رأسه بلدة الجريفة.
عوداً إلى هذا الكتاب، والذي لم تبلغ صفحاتها (160 صفحة) إلا أنه أصبح مدخلا مهما لجوانب مهمة من سيرة ابن تويم، ولا يخلو من معلومات من مفيدة عن مركزي الجريفة والمفيجر، ناهيك عن عدد لا بأس به من الوثائق والصور والمعلومات التي تخدم أي باحث في تاريخنا الوطني بشكل عام، أو في هذين المركزين بشكل خاص.
لن أسترسل في الحديث عن الكتاب والمؤلف لكن حسبي أن أشير إلى جانب مهم، وهو لو أنه كل من عمل في عمل خاص أو حكومي وتميز فيه ثم انتهى به المطاف إلى التقاعد، لو أن الكثير من هؤلاء أو بعضهم أخرجوا لنا خلاصة تجاربهم الوظيفية قدر المستطاع، لكانت كنزاً مفيداً للشباب الطامح لخدمة الدين والوطن لينهل من هذه التجارب الثرية.
أقول هذا وأنا متأكد أن الكثير من شبابنا متعطش لمعرفة سير وتجارب وخبرات السابقين في خدمة هذا الكيان الكبير والعظيم المملكة العربية السعودية.
وقبل الختام لابد أن أهمس في أذن صديقنا ابن تويم بطلب أن يكون كتابه هذا نواة لكتاب آخر أكبر وأشمل في سيرته الوظيفية والحياة، وهذا ما سيكون بحول الله، ليشكل حضوراً مهما في تاريخ بلدتين غاليتين في أرضنا الطاهرة.
وأختم حديثي هنا بأن أستذكر المقولة الخالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، حينما قال عن أبناء وطننا السعودية: لا يوجد أسرة أو قبيلة في هذه البلاد إلا ولآبائها أو أجدادها مشاركةٌ فاعلة في توحيد البلاد وبنائها وتعزيز قوتها ورسالتها، والجميع في هذا الوطن جزءٌ لا يتجزأ من هذا الإنجاز التاريخي لهذه الدولة المباركة وأسهم حقيقة في بنائها ووحدتها وتماسكها.