علي خضران القرني
ارتكبت الولايات المتحدة الأمريكية خطأ جسيمًا بإلغاء تصنيف الحوثيين (منظمة إرهابية) رغم ثبوت ذلك بحقهم وعلى تصرفاتهم المنافية لكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية، وما تعيثه فسادًا وإرهابًا بشعب أعزل، لا حول له ولا قوة، تارة بالقتل والاختطاف والتشريد القسري، وملء السجون بالأبرياء والبريئات من أبناء اليمن الشرفاء كيدًا وحقدًا وانتقامًا، تنفيذًا لمخطط إيراني توسعي طائفي، على مرأى من هيئة الأمم المتحدة، والناس أجمعين. وتارة باستهداف المدن المدنية والمدنيين في السعودية بالصواريخ المسيّرة، والطائرات المفخخة، وكان آخر ذلك مطار أبها وإصابة المدنيين وإحدى الطائرات المدنية فيه.
وفي حوار أجرته قناة الحدث بتاريخ 14-2-2021م مع وزير الأوقاف اليمني د. أحمد عطية فضح وكشف حقيقة عبث الحوثيين وفسادهم بأمن ومكتسبات ومقدرات الشعب اليمني، ومن ذلك هدم (750) مسجدًا، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وملاجئ ومخابئ لاعتداءاتهم الآثمة على أبناء الشعب اليمني في المدن والقرى، وعلى حدود أطراف السعودية الآهلة والآمنة بالسكان، وتحويل المناهج الدراسية إلى مناهج إيرانية شيعية بحتة مضادة لمناهج العقيدة الإسلامية، ونشرها بين صفوف الجيل الجديد، وتهديد من يخالف ذلك من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات بالطرد والقتل والتشريد، وحرمانهم من حقوقهم المشروعة، إضافة إلى هدم الأماكن الأثرية التي تحوي تراث اليمن ومتحفه الشهير منذ مئات السنين.
وأوضح وزير الأوقاف في حواره المشار إليه قائلاً: نحن أمام كهنوت عقائدي، يريد تغيير معالم اليمن (دينًا وتعليمًا وناسًا وأرضًا وحياة)، ويناشد شعب اليمن المخلص الأصيل الحريص على ماضيه التليد وتراثه الخالد، ويمنه السعيد، أن يثور على هذه الشرذمة الباغية، ويقف لها بالمرصاد، دفاعًا عن حق مشروع لا مجال معه للأخذ والمساومة من فئة انقلابية منشقة، لا تمثل سلطة أو حكومة.
وناشد الشعب اليمني قائلاً: أيها الشعب اليمني الشجاع الغيور على مقدراته ومكتسباته، لا تغرنك هيئة الأمم المتحدة، ومن يشاركها الآراء، وتتابع الموفدين الأمميين إليها من وقت لآخر، فلا تملك سوى الاستنكار والشجب. ولو أنها جادة هي وأتباعها لحلت قضية حرب اليمن التي مضى عليها ست سنوات وهي ترزح تحت عبث وظلم الحوثيين بدعم ومساندة أسيادهم في إيران.
لقد بذلت السعودية خلال السنوات الست الماضية من حرب اليمن ما لم تبذله دولة أخرى من مساعدات إنسانية، ومواقف سياسية، وتحالف عسكري سعودي وإماراتي، وظلت عاصمتها الرياض مفتوحة أبوابها لاستقبال الإخوة اليمنيين، ومنهم وفد الحوثي، في محاولة حل قضيتهم بالطريقة السياسية. وكلما أشرفوا على حلٍّ نكثه الحوثيون (لأنهم مسيَّرون وليسوا مخيَّرين) فالبوصلة التي تدير شؤونهم هي إيران، وبدونها لن تقوم لهم قائمة، وسيظلون ألعوبة في أيديها، تديرهم كما شاءت؟
وختم الوزير اليمني حواره بقوله: سيظل الشعب اليمني مدانًا بالفضل والشكر والجميل للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين للمواقف الإنسانية المشرفة التي قوبل بها منذ بداية حرب اليمن التي ما زالت تترى عليه كالسحائب الماطرة بالخيرات والنعم الوفيرة، وليس غريبًا عليها ذلك؛ فهي دولة جوار أصيلة، تربط بينها وبين الشعب اليمني أواصر أخوة منذ عهود قديمة، أرسى دعائمها المغفور له - بإذن الله - جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، ومن بعده أبناؤه البررة الذين اقتفوا أثره وساروا مسيرته.
خاتمة: ما صرح به وزير الأوقاف اليمني د. أحمد عطية في لقائه مع قناة الحدث لما جرى ويجري في الشعب اليمني على أيدي الحوثيين الإرهابيين من أحداث دامية ينفطر لها قلب كل عربي ومسلم من المحيط للخليج هو حديث لا تنقصه الصراحة والواقعية، وهو حديث كل يمني ينشد الحق والعدالة ليمنه، ويتوق للنصر القريب من شرذمة الحوثي الظالمة التي تتخذ منها إيران أذرعة لها في المنطقة.
وما قدمته وتقدمه المملكة العربية السعودية للشعب اليمني كان بناء على طلب الحكومة الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس عبدالهادي منصور، ولواجب الجوار من جهة، وللروابط الأخوية والوشائج التاريخية التي تربط بين البلدين منذ القدم، وهو دأبها مع كل الدول الشقيقة، وليس مع الشعب اليمني فحسب، توطيدًا لعرى الأخوة الإسلامية والمواقف الإنسانية.
وبالله التوفيق.