إبراهيم بن سعد الماجد
قرار حكيم، يأتي في الوقت المناسب، في الوقت الذي تتجه بلادنا إلى نهضة غير مسبوقة، نهضة تعتمد بعد الله على سواعد أبنائها وبناتها، وتضع على قمة أولوياتها بناء الإنسان القادر على العطاء.
كان مصدر مسؤول صرح بأن حكومة المملكة العربية السعودية عازمة على إيقاف التعاقد مع أي شركة أو مؤسسة تجارية أجنبية لها مقر إقليمي في المنطقة في غير المملكة ابتداءً من (1-1-2024م)، ويشمل ذلك الهيئات والمؤسسات والصناديق التابعة للحكومة أو أي من أجهزتها.
وأشار المصدر إلى أن ذلك يأتي تحفيزًا لتطويع أعمال الشركات والمؤسسات الأجنبية التي لها تعاملات مع حكومة المملكة والهيئات والمؤسسات والصناديق التابعة للحكومة أو أي من أجهزتها، وسعيًّا نحو خلق الوظائف والحد من التسرّب الاقتصادي ورفع كفاءة الإنفاق وضمان أن المنتجات والخدمات الرئيسية التي يتم شراؤها من قبل الأجهزة الحكومية المختلفة يتم تنفيذها على أرض المملكة وبمحتوى محلي مناسب.
وكما أشار معالي وزير الاستثمار إلى أن قرار قصر تعاقد الجهات الحكومية على الشركات العالمية التي لها مركز إقليمي في المملكة، سينعكس، إيجابياً، في شكل خلق آلاف الوظائف للمواطنين، ونقل الخبرات، وتوطين المعرفة، كما سيُسهم في تنمية المحتوى المحلي، وجذب المزيد من الاستثمارات للمملكة.
عانينا طويلاً من هذه الشركات التي تأخذ ولا تعطي، سوقها الكبير، وأرباحها المتعاظمة لا تأتي إلا من السوق السعودي، ومع ذلك لم تفكر يوماً بأن يكون لها استثمار على أرض المملكة!
نعرف أن آلاف الشركات لها مصانعها، ولها مخازنها في أكثر من مكان، والمستهدف الرئيس عندهم السوق السعودي، ومع ذلك وكما أسلفت لم يفكروا بأن يكون لهم فروع إقليمية في مناطق المملكة العربية السعودية، مترامية الأطراف!
هذه الخطوات الجميلة التي تتماهى وهذه النقلة النوعية في بناء منظومتنا الاقتصادية، تؤكد على أن رؤيتنا 2030 ستحقق ما سبق وأن أعلنه سمو ولي العهد قبل الموعد المحدد - بإذن لله.
يدٌ واحدة في بناء الإنسان والمكان هو ما تقوم عليه الدولة خلال هذه السنوات القليلة، والتي تصل في بعض مراحلها إلى شبه المستحيل، ولكن من سمع مقولة ولي العهد (طموحنا عنان السماء) تأكد أن الهمم العالية قائم عليها رجل فذ، يقول ما يؤمن بتنفيذه، لا مجرد قول ليل يمحوه النهار.
قلت: ولي العهد.. هو على العهد.. ورؤيتنا على يديه متحققة - بإذن الله.