الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكدت أكاديمية تربوية أن الأسرة اللبنة الأساسية في المجتمع، وخط الدفاع الأول عن أمنه، لأنها حاضنة لقيم المجتمع التربوية، والأخلاقية، والاجتماعية، والسياسية، ودورها رئيسي في بناء المجتمع والحفاظ على هويته وتماسكه، من خلال الإطار الشرعي الذي رسمته لها الشريعة الإسلامية.
ونبَّهت الدكتورة طرفة بنت إبراهيم الحلوة أستاذ أصول التربية الإسلامية المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، نبهت عن الهجوم الذي تلاقيه الأسرة من الأعداء لإضعافها وهدم كيانها من خلال فرض أنماط متعددة على المجتمعات، مما يوجب على المربين أن يبذلوا جهودهم في تربية أبنائهم على الرؤية الإسلامية الصحيحة للأسرة للحفاظ عليها سواء من خلال مكانتها، أم من خلال وظائفها التي تعد حقوقاً أساسية للطفل، مؤكدة أن مرحلة الطفولة مرحلة خصبة لغرس القيم، مما يحتم على المربين أن يحرصوا كل الحرص على غرس القيم التي تصنع الشخصية الجادة المتمسكة بمبادئ الشريعة الإسلامية.
وأشارت الدكتورة طرفة الحلوة إلى تأثير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي يزداد أثرها في تشكيل شخصية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتسم الطفل بامتصاص كل ما يدور حوله ويتقمصه، مما يؤكد على الدور التربوي للمجتمع والأسرة في الحد من السلبيات وتفعيل الجانب الإيجابي؛ لأنه لا يمكن للمربي أن يمنع الطفل من استخدام تلك الوسائط، ولكن لا بد من التوجيه والمتابعة خلال الاستخدام للاستفادة من الإيجابيات والحد من السلبيات قدر الإمكان.
وشددت الدكتورة طرفة الحلوة على ضرورة تحصين عقيدة الطفل بمنهج علمي عقلي، لحمايته من الأفكار والتصورات الخاطئة، كما أن على الأم تعليم أطفالها أساليب الوقاية التي نصت عليها الشريعة الإسلامية، كالتحصين بالأوراد الشرعية، والأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم كأذكار الصباح والمساء، وأدعية دخول الخلاء، ودعاء الملبس الجديد وغير ذلك، مع الحرص على رعاية نمو الأطفال من جميع النواحي الجسمية، والوجدانية، والعقلية، والاجتماعية، والنفسية وإشباع حاجاتهم خصوصاً حاجة الطفل إلى الفهم، والتقدير، والحب، والأمان، حيث تعد تلك الرعاية من وظائف الأسرة في السنوات الأولى من عمر الطفل، وكذا الحرص على أداء هذه الوظيفة على أكمل وجه من خلال تثقيف الوالدين أنفسهما في مجال تربية الأبناء بالقراءة في مصادر الشريعة الإسلامية، وكتب العلوم التربوية والنفسية، كما يجب على الوالدين تثقيف أنفسهم في مجال التقنية، وذلك لمتابعة أبنائهم عقائدياً، وأخلاقياً وحضور دورات ومحاضرات في جميع المجالات المرتبطة في مجال تربية الطفل ومتابعة كل جديد، والحرص على التطبيع الاجتماعي من خلال غرس الثقافة السائدة في المجتمع من لغة، واتجاهات فكرية، وقيم، وعادات وتقاليد.
ودعت الدكتورة طرفة الحلوة تربية الطفل على الانتماء والولاء للدين والوطن من خلال غرس الاعتزاز بالدين الإسلامي وما يحتويه من مفاهيم وقيم ومبادئ أخلاقية، وعلمية، واجتماعية، وبما يحققه للفرد من عزة ورفعة، وكذلك توضيح مفهوم الوطن مع الحرص على ذكر إيجابيات الوطن ومميزاته أمام الطفل، لكي يغرس لديه الاعتزاز به، ويحفظ الأناشيد الوطنية، ويذكر له بعض القصص البطولية لرموز الوطن الذين صنعوا وحدته، وتعويد الطفل على احترام القوانين والأنظمة.