د.عبدالعزيز الجار الله
تسعى إيران إلى وضع السعودية ودول الخليج العربي في حالة حرب دائمة لا تتوقف، وأن تبقي الحدود الجنوبية مع اليمن مشتعلة وفِي حالة استنزاف مستمرة، بحيث تكون ثلاث مناطق سعودية: عسير ونجران وجازان. كخط أولي للهجوم ثم الرياض العاصمة ومنطقة مكة المكرمة الديار المقدسة، تحت مرمى الطائرات المسيرة والصواريخ والمقذوفات الحوثية اليمنية الإيرانية.
تهدف إيران إلى إشغال الرأي العام بحرب اليمن ضد التحالف العربي لكسب الوقت وإنجاز مشروع سلاحها النووي، وربط تطوير سلاحها النووي العسكري بحرب التحالف واليمن، وإضعاف الموقف السعودي الدولي وجعله باستمرار يعاني وتحت ضغط اقتصادي والتسليح، ومشغول في حرب حدوده الجنوبية ومناوشات واشتباكات لا تنتهي.
خاضت إيران عام 1980م حرباً طاحنة وخاسرة مع العراق في عهد صدام حسين اعتقاداً منها أنها قادرة على اجتياح الحدود العراقية واحتلال أراضي عراقية جديدة لتتمم شريط إمارة الأحواز العربية التي حصلت إيران عليها من بريطاني ودعم من روسيا عام 1925 زمن الشاه بهلوي، ويكون خط الحدود جنوباً من رأس الخليج العربي وحتى ملتقى الحدود مع أذربيجان وأرمينيا وتركيا شمال غرب إيران، فالحدود الغربية حدود متداخلة بين قوميات احتلت أراضيها من الاهواز العربية شمال الخليج العربي وأقاليم كردية وتركمانية وأذارية وأرمنية حتى تركيا، وتتحصل على المزيد من الأراضي العراقية الشرقية.
تريد إيران أن تطبق تجربتها في حدودها الشرقية والتي نفذتها مع أقاليم عراقية، وعربية الأحواز، وأقاليم كردية وتركمانية وآذارية وأرمنية، وذلك عبر الممرات المائية العربية بالخليج العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر، ففي البدء مد النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي:
من شمال الخليج العربي، ثم مضيق هرمز العربي، ثم بحر عمان، ثم بحر العرب وخليج عدن، ثم مضيق باب المندب وجنوب ووسط البحر الأحمر.
وهذا يعني التفاف على الجزيرة العربية والخليج العربي، لتصبح إيران مسيطرة من الحدود التركية والتفاف على بحر العرب وحتى منتصف البحر الأحمر قبالة المياه السعودية.