«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
من المهم في مضمار الثقافة عامة، والأدب خاصة، أن تسعى الحركة النقدية بجدية إلى مواكبة الحركة الأدبية في مختلف فنونها الإبداعية، لما ينهض به النقد من وظائف حيوية، منها ما يتصل بالوظيفة «الفنية» الجمالية، التي تتفرع إلى وظائف تدرس الشكل، وأخرى تبحث المضامين من جانب؛ وأخرى متمثلة في الوظيفية «العملية» من جانب آخر، التي تتفرع إلى جملة من الوظائف، التي يضطلع بها الناقد تجاه الكتابة، والكاتب، والقارئ، والفنون الإبداعية، والحياة الأدبية عامة.
إلا أن ما اعترى النقد من ظواهر، منها: غياب المنهجية والأدوات، ضعف الرؤية العلمية، تدني مهارات الناقد، استسهال النقد وعملياته الإجرائية.. جعلته في أمس الحاجة إلى «نقد النقد»، وإلى «نقد نقد النقد»، لذلك أشعلت المدارس النقدية والألسنية مشاعل القراءات والحوارات والمقاربات مع النصوص الأدبية بمختلف فنونها الإبداعية، ما أسس لمناهج نقدية حديثة، تواكب تطور الفنون الإبداعية، واتجاهاتها الأدبية الحديثة.
كما أن النقاد «النفعيين»، أحد أبرز الأعراض التي تعانيها الحركة النقدية، الذين اتخذوا من النفعية أيا كان شكلها، ولونها، مسلكاً ومنهجاً لتقديم نقد (استهلاكي) نزولاً عند رغبات «ما يطلبه الكتّاب والكاتبات»، الذين وصفهم القاص والروائي والكاتب الصحفي حسين علي حسين، على حسابه في منصة «تويتر»، قائلا: «هناك نقاد مثل خياطي الملابس، ينسجون لك الثوب الذي تريد! حتى وإن لم يكن على مقاسك أمام نفسك.. وأمام الناس.. المهم أنه يحقق رغبتك في أن تكون كما تريد ما دمت «تدفع» الأتعاب!».