علي الصحن
عندما ننظر للنصف الممتلئ من الكوب سنقول: إن الهلال مع إدارته الحالية، ومدربه السابق حقق الثلاثية، وبالنظر إلى النصف الفارغ منه سنجد أن الهلال معهما خسر المنافسة في دوري أبطال آسيا ثم خرج من مسابقة كأس الملك وخسر مباراة السوبر، وتعرض لأشد مرحلة تراجع فني ونتائجي عرفها مدرجه، وخسر من فرق لم يخسر منها من قبل، وهو يكاد يخسر فرصة المنافسة على لقب بطولة الدوري.
ما حدث للهلال لم يكن مفاجئاً للأسف، وكانت نذره تتوالى، وكان بالإمكان التدخل في وقت مبكر، وقبل أن يخسر الفريق الكثير، ومعها خسارة شيء من هيبته وتاريخه وهو الشيء الذي يرفضه الهلاليون بكل أطيافهم.
الشكل الفني للفريق لم يكن جيداً من الموسم الماضي، كان الفريق يفوز لكنه لم يكن ممتعاً بما فيه الكفاية، وحتى عندما كان يفوز كان يفوز بصعوبة، وقراءة لنتائجه في بطولة الدوري الموسم الماضي عندما حقق اللقب تكشف ذلك، حتى في الأدوار الإقصائية في البطولة آسيا لم يكن وضعه الفني مطمئناً، كان يفوز على الأهلي بأربعة ثم يخسر منه بهدف، ثم يفوز على السد وخسر منه بنتيجة قاسية في الإياب، وبدا أن قوة الفريق الفنية كانت نتاج عطاء اللاعبين وحماسهم وحرصهم أكثر من كونه عملاً فنياً من المدرب – وهنا لا نبخس المدرب السابق حقه لكن نتحدث عن شيء كنا نراه في الملعب – وعندما تراجع مستوى اللاعبين وغاب بعضهم تراجع الفريق وبدا المدرب مكبلاً غير قادر على فعل أي شيء، حتى تم تحرير قرار إقالته الذي تأخر كثيراً.
هل يكفي ذهاب مدرب وحضور بديل لعودة الفريق؟
ربما يحدث بعض التغيير لا سيما على الصعيد النفسي، لكن الأمر قد يمتد ويعود الفريق سيرته السابقة بعد مباراتين أو ثلاث، خاصة وأن بعض الأثر لا يمكن أن يزول بسهولة – وهذا في جميع الأندية وليس الهلال فحسب – وربما كان تغيير المدرب فقط غير كاف، ولا بد أن يقرن بتغييرات إدارية وعناصرية، وهو ما شوهد في عدد من الأندية التي غيرت مدربيها وإدارييها وربما طال التغيير الجهاز أو الشخص المشرف على الكرة في النادي.
في الهلال حدث تراجع كبير، لكن الهلال كفريق كبير قادر على العودة للمنافسة والحفاظ على اللقب، لكن ذلك يتطلب عملاً كبيراً وجهداً مضاعفاً، خاصة وأن الفريق قد فوت فرصة تسجيل لاعب أجنبي جديد، ولم يوفق في اختيار لاعب آخر (فييتو) الذي لم يقدم حتى الآن ما انتظره الهلاليون منه، فضلاً عن إصابة عناصر مميزة في الفريق، والحقيقة أن إدارة النادي هي الملام في ذلك، وهي من تأخر في الحسم، ومنح المدرب الفرصة تلو الفرصة، وانتظرت حتى لم يعد هناك مجال للانتظار، وهي الآن تحت مجهر المدرج الهلالي الذي ينتظر إجراءات تصحيحية أخرى تعيد الفريق وتضع حداً للأزمة التي مر بها، قبل أن يفوت كل شيء ويضيع الدوري كما ضاعت ثلاث بطولات أخرى في مدة لا تتجاوز الـ4 أشهر.
*****
- لماذا لا يستمر معظم المدربين -لاسيما من حقق نجاحات- مع فرقهم لأكثر من موسم، هل ينتهي الطموح، أم هو الملل، سطوة النجوم، أطماع مالية، أم تدخلات إدارية؟
- فشل المدرب -أي مدرب- بل ربما في الأجهزة المحيطة به وضعفها وعدم قدرتها على تحقيق أدنى المتطلبات، مما يصيبه بالإحباط، وينعكس ذلك على عمله الفني.