محمد ناصر الأسمري
هل الاسم يدل على المسمى؟ سؤال ظل يلازم مخيلتي كلما وجدت اسماً فيه شيء من الغرابة؟ لكن طرافة تحصل بعض الأحيان تسبب أذى لحامل الاسم بفعل سوء فهم من يستعلم عن خاصة مناطق العبور، برية كانت أو بحرية أو جوية.
في زمن الخلافات العربية وما أكثرها، بدد الله أيامها وسدد مسارات نهايتها، في أيام عز الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك حسين رحمهما الله، عبر رجل طيب الجسر الرابط بين الأردن والضفة الغربية، واستوقفه ضابط الجوازات قبل ان يبرز هويته، ما اسمك؟ قال الرجل جمال غالب حسين، فما كان من الضابط إلا ان صفع الرجل على وجهه، صاح الرجل من شدة الصفعة وسأل: ليش يا عمي؟ فأعاد الضابط السؤال، وأعاد الرجل نطق اسمه جمال غالب حسين، ووضع الرجل يديه على وجهه تفادياً لصفعة جديدة.
الضابط قال: فشرت يا زلمة؟ من امتى جمال يغلب حسين؟ وهنا قال الرجل: هذا اسمي جمال ووالدي غالب وجدي حسين، وعبر الرجل جسر الملك حسين وما برح اسمه جمال غالب حسين.
وبنفس الطرافة على نفس الجسر عبر رجل اسمه مفضّي عربيات، الضابط لم يرق له الاسم، لكن لم يصفع الرجل. بل سأل بسخرية: أنا أريد الاسم مش المهنة. وعبر الرجل الجسر.
وأذكر قبل أكثر من ربع قرن ان أحد الاشخاص تقدم للأحوال المدنية في الرياض طالباً تغيير اسمه من فدغوش إلى فيصل، وتم ذلك، وصاروا ينادون على اسم فيصل، ولم يتقدم وقبل نهاية الدوام دخل فدغوش على مدير الأحوال المدنية شاكياً من تأخر انهاء طلبه. فسأله المدير: وما اسمك؟ قال اسمي فدغوش وطلبت تغييره إلى فيصل، وسأل المدير الموظف المختص عن السبب في التأخير؟، قال الموظف: من خمس ساعات ونحن ننادي على فيصل اسمه الجديد. وهنا انعقد لسان فدغوش وقال يا الله، أجل ما عادني فدغوش واثرني صرت فيصل. وتبسم كل من كان في مكتب المدير. وخرجت مسايراً فيصل وقلت له: كيف أنت يا فدغوش؟. تبسم وقال: صل على النبي ما عادني فدغوش، أنا فيصل.
وطرفة أخرى، كان يعمل معي في الإدارة التي كنت مديراً لها زميل طيب تقدم بطلب لتغيير اسمه من قعود إلى سعود، تمت الاجراءات لكن فوجئت بخطاب رسمي من الأحوال يستفسر ان كان للإدارة معارضة في تبديل الاسم. وأجبت ان هذا أمر شخصي يهم الرجل في تبديل الاسم من قعود إلى سعود، وان كان من استفسار عن التغيير فيمكن ان يكون لدى الأجهزة المختصة من يجيب.
اما ما لفت انتباهي أكثر من مرة فهي مسميات في مصر كبيرة العرب، حيث يسمون شخصاً باسمين مثل: حسنين / محمدين/ عوضين، ولا أعلم ان كان هذا له نصيب من الصحة لدى النحويين واللغويين.