مها محمد الشريف
لا جديد في صدارة إيران لعناوين الأخبار اليومية لكن ليس باختراعات تخدم البشرية، بل بما اعتدنا عليه من هذه الدولة التي أقل ما توصف به أنها محور الشر بالعالم، وبما أنها تحارب عبر وكلائها من خونة العروبة والدين لإحداث ضجة تلفت بها انتباه العالم لقدراتها على الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، فتارة تدعم الحوثي بصواريخ بالستية ودرونز مفخخة لإرسالها إلى السعودية، وتارة أخرى تفجيرات في المساحات الخالية على أرض العراق وعدة مناطق في سوريا، ولكن مؤخراً سقطت ثمانية صواريخ موجهة لمطار أربيل توقفت على أثرها حركة الملاحة في مطار أربيل الدولي لكن خمسة من هذه الصواريخ سقطت بمدينة أربيل حسب ما نقل من أخبار، وهو هجوم ألقى جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان العراق باللوم فيه على جماعات مسلحة شيعية عراقية مدعومة من إيران.
فغالباً ما يرصد المصورون المحترفون تفاصيل بصرية مذهلة لالتقاط صور الحرائق وألوان النار المشتعلة وترك ما خلفها من تجاوزات لتدعم أعمالهم فقط وتخفي الأدلة المهمة، فهناك تصعيد خطير ومحاولات لزج العراق في فوضى عارمة بواسطة مرتزقة تنتمي لـ»عصابة الموت» ممولة من نظام إرهابي لخلط الأوراق بالمنطقة والضغط على أميركا لتبدأ الحوار معها بقصد رفع العقوبات التي من الواضح أنها خنقت النظام الإيراني.
هنا تنشط قصص نظام إيران التخريبية لها نهايات مبهمة ومعايير تسحق التسويف، فقد نقل عن تقارير استخباراتية تسرَّبت لوسائل الإعلام أنها بدأت بتنشيط خلاياها النائمة في إفريقيا، من أجل استهداف مصالح أميركية وإسرائيلية انتقاماً لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، وأفاد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن المخابرات الإيرانية قامت بتنشيط خلية نائمة في أديس أبابا الخريف الماضي لجمع معلومات استخباراتية عن سفارتي أميركا وإسرائيل.
فلا شك أن نظام طهران يسير في غابة أنهارها من الحمم، فهي لا محالة هالكة لأنها النهاية الحتمية للمجرمين في كل الأحوال دون استثناء، فإيران تحاول استفزاز حكومة بايدن واختبارها لتسريع الدخول بالمفاوضات من جديد على الملف النووي فمن الواضح أن أوضاعها الداخلية تقترب من الانفجار على الوضع الاقتصادي وتحاول أن ترسل رسالة مفادها أنه لا استقرار بالمنطقة بدون دور لإيران حتى تحقق مكاسب على طاولة المفاوضات لكن استقرار المنطقة ليس مرهوناً بإيران وهذا ما لم تدركه حكومة طهران لأن الفوضى التي تحاول تأجيجها بالمنطقة ستنقلب عليها عندما يصبح التفاوض مستحيلاً والاتفاق إن حدث لن يكون أكثر من حبر على ورق لأن الدور الإيراني المزعزع للمنطقة مرفوض دولياً وهي لا يمكن أن تكون دولة موثوقة بالتزاماتها ما يعني مشهد عدم الاستقرار بالمنطقة سيبقى ما لم يتم تغيير سلوك النظام الإيراني بالوسائل التي يفهمها.