أوصاف الفارس
كنت في جمعة أصدقاء ودخلت احدى الفتيات بكامل أناقتها جميلة الوجه بعد أن وضعت على وجهها البعض من مساحيق التجميل التي لابد من وجودها في مناسباتنا، وفجأة احتد النقاش بينها وبين أخرى وكشرت الجميلة عن أنيابها وبدأت بسيل من الشتائم أعجز حتى عن ذكرها، حتى زال جمال وجهها بفعلتها هذه، فعلا يمكن تجميل الوجه بالمكياج لكن لا يمكن تجميل اللسان به.
وأنا هنا لا أتحدث عن النساء فقط، بل عن الجميع بشكل عام.
فكم من شخص ليس بذلك القدر الكبير من الجمال ولكنه بجمال قوله ولينه لفت الأنظار وحبب فيه الخلق، فاللسان مفعوله أحد من السكين وأقطع من السيف، فللكلمات التي تخرج من أفواهكم وينطق بها لسانكم أثر كبير ووقع شديد على غيرك.
قال الحكماء: (ليسَ مِن شيءٍ أطْيَبَ مِن اللسانِ والقلبِ إذا طَابَا، وليسَ مِن شيءٍ أَخْبَثَ منهما إذا خَبُثَا).
وقال الإمام الشافعي:
اِحفَظ لِسانَكَ أَيُّها الإِنسانُ
لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعبانُ
كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ
كانَت تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ
الكثيرون لا يعرفون خطورة كلماتهم فكم من كلمة قيلت ضربت بمشاعر الآخرين عرض الحائط، وتركت أثراً في نفس متلقيها وكسرت في داخله الكثير وكم من كلمات قيلت لأشخاص لم يناموا الليل بعدها قهراً، وكم وكم، فاحذر من لسانك وقل خيراً أو فاصمت .
اللِسَانُ نعمة من الله كبيرة تساعدنا لنتواصل مع الناس، وهو وسيلة للتفاهم والتقرب من الآخرين وكم من لسان يجذب القلب ويأسر العقل برقي كلماته ولطافة جمله، فهو أداة فعالة.
لنتطور بحواراتنا الثقافية والاجتماعية بطريقة هادفة ولنرتقي بمستوى نقاشاتنا لذا من أكبر المصائب تحويل هذه النعمة الإلهية إلى نقمة كارثية.