د. عبدالرحمن الشلاش
التطوع ليس مفردة جديدة أو مصطلح مستحدث فتاريخه بعيد جداً يضرب في عمق التاريخ وهو ببساطة كل ما يقدمه الأفراد أو مجموعات من الناس من مبادرات وأعمال دون مقابل لصالح أفراد ومجموعات وبرغبة ذاتية منهم ودون أن يطلب منهم في أوقات، وقد يلبون نداء من جهات حكومية أو أهلية لتنفيذ أعمال تطوعية في مجالات منها التعليم والتدريب وفي المجال الصحي وفي مساعدة الأسر المحتاجة والفقيرة وفي رعاية الأيتام وبناء المنازل وتقديم المساعدات للمتضررين من جراء الجوائح، وقد شهدت منطقة القصيم في بدايات جائحة كورونا مبادرة نوعية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز تحت مسمى نهر العطاء شارك في دعمها عدد كبير من أبناء المجتمع، وقد لمست حينها تعطشا كبيرا من المواطنين للمساهمة فيها حيث تهدف لمساعدة بعض الأسر على تحمل آثار الجائحة.
ما يبعث على الاطمئنان أن التطوع في المملكة يسير في تصاعد مستمر وقد شهدت منطقة القصيم قبل أكثر من سنة اللقاء التطوعي وقد شارك فيه عدد من المتطوعين على مستوى المملكة وكان لي شرف المشاركة فيه عبر كليات عنيزة، وقد طرحت فيه بعض أوراق العمل الهامة التي وجهت للحضور من الجنسين.
قبل سنتين وبرعاية من سمو أمير منطقة القصيم نفذت الغرفة التجارية بالقصيم مبادرة للتدريب التطوعي شارك فيها ستون مدربا ومدربة لتنفيذ التدريب في يوم واحد لتدريب حوالي ألفي متدرب ومتدربة مجانا وخلال أقل من أربع ساعات، ولعل هذه الفكرة المميزة التي قدمها الدكتور عبدالله بن صالح الشتيوي وهو من رواد التطوع في منطقة القصيم قد اعتبرت المبادرة الأولى على مستوى المملكة ما يجعلنا نشيد بأدوار أبناء الوطن في خدمة مجتمعهم عبر إطلاق المبادرات المتنوعة.
لعل هذه المبادرات تتواصل في كل المجالات وفي كل المناطق لنصل إن شاء الله مع رؤية 2030 إلى أكثر من مليون متطوع.