تحدثتُ في مقال سابق عن دور المواطن في مواجهة (جائحة كوفيد 19)، وأنّ الجهود التي تبذلها قيادتنا الرشيدة، وما تبذله الحكومة من تنفيذ التوجيهات السديدة من قِبل ولاة أمورنا، تكتمل مع تطبيق المواطنين تلك التوجيهات.
وأشرتُ كذلك إلى مدى أهمية أن يطبق المواطنون التعليمات كافة التي تُصدرها الجهات المعنية في الدولة، وأن المواطن يُعتبر ركناً مهماً في المواجهة، فالتعليمات والإرشادات إنما جاءت لسلامة الوطن والمواطنين.
ولا يُعقل أن يقوم مواطنٌ بالاستهتار بتلك التعليمات فيضر نفسه، ويُضر غيره من أبناء الوطن.
وفي هذا المقال سأتناول دور (الإعلام في مواجهة جائحة كوفيد 19)؛ لشحذ همم زملائي الإعلاميين، والتذكير بالدور المنوط بهم، والدور المؤمل منهم للمساهمة في المواجهة مع هذا الوباء العالمي.
يدرك الجميعُ أن هذا العصر يمتاز بكثرة وسائل الإعلام وتنوعها، وأن السمة الأساسية لهذا العالم المعاصر هو كثرة وسائل الإعلام، وتنوع مجالاته، فما بين مرئي ومسموع، ومكتوب، ودمج الثلاثة معاً، واستخدام وسائل متنوعة، إلا أن القاسم المشترك هو أداء رسالة إعلامية، تختلف من وسيلة لأخرى ما بين رسالة هادفة مفيدة للمجتمع، وأخرى هدّامة ومضرة لقيم المجتمع.
فإذا كانت هذه سمة العصر، وسمة إعلام هذا العصر، فإنه ينبغي أن تتوحد جميعُ جهود الإعلاميين بمواجهة هذا المرض؛ لأنه عامُّ يستهدف الجميع فتقع مسؤولية مواجهته على الجميعِ.
فكما تمَّ تقييد الأنشطة في مختلف مجالات الحياة بسببه فلا بدّ أن تكون مواجهة وسائل الإعلام أيضاً شاملة. ولعلي أشير بإيجاز، وعلى شكل نقاط، أبرز المهام المطلوبة من الإعلام في المواجهة:
(1)- المشاركة في نشر التوجيهات التي تُصدرها الجهات الرسمية.
(2)- وضع شريط متحرك في الوسائل المرئية من فضائيات وتلفزيونيات ومواقع إلكترونية وغيرها؛ لنشر تلك التوجيهات بصفة مستمرة حتى تنتهي هذه الأزمة.
(3)- الاستضافة للخبراء والمختصين من قِبل وسائل الإعلام للتوعية بمخاطر المرض، وكيفية الوقاية منه، والتعامل معه في حالة حدوث إصابات في الأسرة - لا قدر الله -.
(4)- إبراز جهود الحكومة في المواجهة وما تبذله من خدمات ورعاية في مواجهة الجائحة، ونشرها.
(5)- بعث روح الأمل والتفاؤل من خلال التأكيد على نجاح المواجهة في حالة التزام الجميع بالتوجيهات.
(6)- ليكن شعار وسائل الإعلام ورجاله (كلنا مسؤول) فيقومون بما هو مطالبٌ به من دور تثقيفي وتوعوي مساند للجهود الحكومية.
(7)- توحيد الجهود الإعلامية من خلال نقل الرسائل الإعلامية المتميزة مع الإشارة إلى المصدر الأصلي، والإشادة لتشجيع القائمين عليها.
وأخيراً، وليس آخرًا، ينبغي أن يتذكر الإعلاميون أن مسؤوليتهم في المواجهة كبيرةٌ، وأن دورَهم التوعوي والتثقيفي مهمٌ للغاية، وأن الرسالة الإعلامية الهادفة تُساهم في تنفيذ التوجيهات الرسمية، وتُساهم في تجاوز هذه المحنة؛ فليكن شعارنُا جمعاً (كلّنا مسؤول)، و(نعود بحذر).
** **
@salmanaleed