من يتابع الحراك الكبير الذي يقوده معالي أمين رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى في جميع قارات العالم لتعزيز التعايش والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات يدرك أن الرابطة تسير بمنهجية مختلفة عن مسيرتها في العقود الماضية من حيث الأسلوب والأهداف والرسالة.
وقطع الشيخ العيسى آلاف الأميال منذ تسلمه مهام الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بهدف بناء علاقة جديدة منفتحة على الآخر، لتكوين شركاء للرابطة من غير المسلمين، لإيصال الرسالة التي يحملها، ويتفانى من أجلها، وهي «رسالة السلام والوئام» إلى جميع دول العالم، حيث زار طائفة المورمون المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعد الأكثر انتشاراً حول العالم. وقال العيسى عن تلك الزيارة في برنامج «ألف ميل» في قناة السعودية» لا أنسى زيارتنا لطائفة المورمون المسيحية، حيث لقينا ترحيباً كبيراً، وعززنا علاقتنا مع هذه الطائفة التي تعد أكثر الطوائف المسيحية بالنسبة لعدد الأتباع، وهي الأكثر انتشاراً حول العالم وأكثرها في دعم الأعمال الخيرية، مشيراً إلى العلاقة القوية مع الطائفة الإنجيلية وغيرها من الطوائف المسيحية، وبقية أتباع الأديان، مؤكداً على استمرار الرابطة في تعزيز التفاهم والحوار في هذا الجانب.
كما نجح أمين رابطة العالم الإسلامي في إنهاء التصعيد الطائفي الذي حدث في سيرلانكا عقب التفجيرات التي ضربت العاصمة كولمبو، حيث زار الشيخ العيسى مدينة كاندي التي تمثل مركز عدد من القيادات البوذية بناء على دعوة من رئيس البلاد، والتقى قيادات تلك الطوائف، وحظي وفد الرابطة بترحيب يفوق التوقعات، فيما اختتم اللقاء باحتفال تاريخي حضره الرئيس السيرلانكي تم خلاله تقليد الشيخ العيسى «وسام الجمهورية»، تقديراً للجهد العظيم الذي أثمر في النهاية عن إخماد نار الفتنة.
وحول ذلك ذكر الدكتور محمد العيسى أنه التقى بعد عدة أشهر من مصالحة «كاندي» بمشرف سيرلانكي، وبعد أن تعرف عليه قال له إن ما عملته رابطة العالم الإسلامي في سيرلانكا لا يمكن أن ينسى، مؤكداً على وجود مشتركات مهمة لتعزيز السلام والوئام بين الجميع، حيث إن 10 في المائة من المشتركات الإنسانية كفيلة بإحلال السلام والوئام في عالمنا.
وبين الشيخ العيسى أن الرابطة عززت من مكانتها سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه، وتمكنت من الإسهام في تعزيز التعايش والوئام داخل مجتمعات التنوع الديني والاثني، مشيراً إلى أن الرابطة دخلت في حوارات عالمية مفتوحة، وتمثل زوايا حادة في السجال الفكري والثقافي، وتجاوزتها بنجاح كبير.
واعتبر أن من أهم التحديات التي تجاوزتها رابطة العالم الإسلامي، هو العمل المشترك مع المؤسسة الأكاديمية للأمم المتحدة وهي جامعة السلام من خلال عمل علمي، حيث شارك في إعداده عدد من الشخصيات الدينية والسياسية والفكرية حول العالم، كما أنهت الرابطة اللبس الذي حصل مع الشيشان بعد مؤتمر قروزني، وعن ذلك قال الشيخ محمد العيسى «لقينا من إخوتنا الأعزاء في الشيشان كل تقدير وانتهى كل شيء إلى خير حال، وبقيت المحبة والاخوة والتفاهم، كما تشرفنا بدعوة الرئيس الشيشاني رمضان قادريوف بإلقاء أول خطبة جمعة في أكبر جوامع أوروبا الذي تم تشييده في قروزني.
كما أكد أمين رابطة العالم الإسلامي على النجاح التاريخي والحلم الكبير الذي حققته الرابطة كان في إصدار «وثيقة مكة المكرمة»، حيث تطلب الأمر جمع مفتي وكبار علماء الأمة الإسلامية من كافة المذاهب والطوائف لإصدار هذه الوثيقة.