منال الحصيني
لا يعجبني ذلك القناع الذي أرتديه.
أُجبرت قصراً على ارتدائه هل الحياة تريد ذلك؟
لكن في كل مرة أحاول فيها ضبط بوصلتي حينما أبدو غارقة في بحر من التساؤلات بين زحام أفكاري التي تأخذني كطائر مهاجر فتح جناحيه للريح حاملاً معه أحلامي كسحب بيضاء سرعان ما تهب الريح في وجهه.
ما بين ذاتي وذاتي يتولد الاستفهام
لماذا أجد نفسي أمسح غبار السنين عنه ثم أرتديه
هل يبدو بريء كوجه رضيع أم أنه لم يكن سوى قناع رمادي فقد ظل مغيراً لملامح وجهي.
اختلطت في تلك الليلة. العتمة بالنور، والخوف بالرجاء.
بدأت في رحلة البحث مع نفسي عن خيط تلتقطه يداي نحو ضوء يمسح تلك الظلمة عن وجهي.
فما أرق وأعذب ملامحي،
اقتحمت خلوتي أرقام زهر النرد حينما رميت بها على ذلك الصندوق الخشبي ربما رمت بي الأقدار كذلك النرد وبقيت أدور في مدار تلك اللعبة لم أربح فقد كنت الخاسرة بالتأكيد
لأن علي أن أعي أن حياتي هي ملكي أنا وحدي وأنه آن الأوان لترك كل الأعذار والحجج الواهية التي طالما خدّرت بها نفسي مقنعةً إياها أن الحياة تتطلب ذلك القناع
فحياتي تشبهني فلم سلمت حقوقها لغيرها.
لماذا؟ أكملتها بحياة مناقضة لما أريده.
حقاً أريد أن أنهي دوري البطولي في تلك المسرحية التي استغرقت فصولها الكثير من عمري
كنت أرقص فيها على هاوية الأحلام
مهلاً لقد قررت أن أحمل أحلامي وأراقصها في ليلة استثنائية
سمعت صوتاً خافتاً يهمس عذراً سيدتي الفاتنة لست أفهم سوى الجمال وأكره فلسفتك البراجماتية.
كنت أجبر أحمر شفاهك برسم تفاصيل غيرك على هاتين الشفتين،
وأنا من امتصيت عبير عطرك النادر الثمين.
ذهول الموقف اجتاحني بنوبة دهشة ممزوجة بذعر ودموع أبت إلا أن تتمرد.
انتهت فصول المسرحية صفق ضميري بحرارة فقد كنت أجيد دور البطولة التي كتبها مؤلفون لا يشبهونني بشيء.
بينما أيقنت أني أحب الرقص على أنغام ذاتي ونفسي حينما ألهاني العالم عنها
اعتقدت دائماً أني أعرفني،
من أنا؟؟
لن تكون الإجابة سهلة لقد سمعت الكثير من آراء الأشخاص عني واستهجنت طباعي دون تفكير مني هل فعلاً ذلك ما يمثلني أم لا.
إذاً دون أن تعرف نفسك لن تعرف الجواب «من أنا».