د.عبدالعزيز الجار الله
يقوم البعض بين الحين والآخر بإجراء مقارنات بين دول من آسيا؛ مثل: ماليزيا، وسنغافورا، وكوريا الجنوبية، ويضاف إليهم تركيا التي تصنف بآسيا الصغرى تاريخياً وتقع غرب آسيا وليست تركيا العثمانية إنما تركيا الحالية، -مقارنات- مع الدول العربية، وكيف أن بعضاً من الدول العربية كانت متفوقة على دول آسيا التي تمت الإشارة لها في التنمية الحضارية: العمران، والاقتصاد، والاستثمار، والتعليم، والصناعات. منذ الستينيات وحتى الألفين 1960-2000م، وكيف أن دول آسيا تفوقت على الدول العربية خلال الفترة الماضية بفارق تنموي عمراني وتعليمي وصناعي كبير، وبالمقابل تعرضت بعض الدول العربية إلى انهيار شبه تام، وصنفت دولاً فاشلة؛ منها: سورية، واليمن، والعراق، ولبنان.
تعرض تاريخ الوطن العربي إلى حروب واحتلال وغزو وتدخلات؛ ومن ذلك:
- الهيمنة العثمانية على الوطن العربي من القرن الخامس عشر الميلادي وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، دخلت بعض الدول العربية حروب انفصال ضد الدولة العثمانية.
- الاستعمار الأوروبي بدأ خلال الحكم العثماني وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م، حيث خاضت الدول العربية فيه حروب استقلال حتى بعد عام 45م، وقد تخلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والبرتغال عن مستعمراتها، وعادت إلى دولها بعد أن قلّ نفوذها على دول ما وراء البحار.
- احتلال إسرائيل لفلسطين من قبل إسرائيل عام 1948م، وحروب العرب مع إسرائيل: 56- 67- 1973- 1982- 2006م، وحروب الاستنزاف والمقاومة لأكثر من 70 عاماً.
- حروب الخليج من حرب عام 1980 الحرب الإيرانية العراقية وحتى 88م، ثم غزو الكويت وتحريرها عام 1991م، الغزو الأمريكي للعراق 2003، الهيمنة الإيرانية على العراق عام 2006، وما تلا ذلك من حروب حدودية وأهلية ومناوشات.
- حروب وثورات الربيع العربي عام 2010م في تونس، وليبيا، ومصر، واليمن، وسورية، والعراق، والتدخل الإيراني، والروسي، والأمريكي، والإسرائيلي في سورية والعراق، حرب اليمن بين التحالف العربي وبين الحوثي وإيران عام 2015.
جميع هذه الحروب من الحرب العالمية الأولى وحتى الآن، حرمت المنطقة من التنمية والاستقرار، وفي المقابل تحقق لدول آسيا الوقت والاستقرار، ما مكنها من الازدهار والنمو.