د. عبدالرحمن الشلاش
«مرحلة شد الحزام» هذه العبارة تتردد في كل مرحلة من المراحل الاقتصادية المتتابعة. شخصياً لي موقف من هذه العبارة فلا يمكن القبول بمثل هذا التفكير لأن لكل مرحلة طبيعتها وفق المقتضيات والتغيّرات وارتفاع وانخفاض الاقتصاد على مستوى العالم.
مع تلك التغيّرات لا بد أن يتغيّر تفكيرنا فنعيد صياغته بما يجعلنا لا نذعن لما يُسمى بمرحلة شد الحزام أو ربطه أو ننتظر أن تتغيَّر الظروف لنعود لحالات الصرف والبذخ التي قد نجد أنفسنا عاجزين عن ممارستها مع تطبيق القيمة المضافة أو غيرها من الرسوم الأخرى.
لا بد من الاعتراف بأننا بحاجة لإعادة صياغة تفكيرنا حول كثير من ممارساتنا، فالمسألة ليست عملية شد حزام لمرحلة محددة، لأن ما يحدث يوحي بأن هناك تحولات اقتصادية قد تحدث مستقبلاً وليس من المنطق أن نشد الحزام فترة ثم نعود لنفس المربع مرة أخرى.
مع الوضع الاقتصادي تجد أن هناك من يشتكي مثلاً من تكالب الظروف عليه بينما لا يسير وفق خطة ورؤية فما زال يعيش أجواء هوس التسوّق المحموم. تجد راتبه خمسة آلاف قد تكفيه لو سار وفق خطة مالية محكمة ومتزنة مبنية على الأولويات المعيشية بعيداً عن الكماليات. شراء جوال بألف ريال بدلاً من أربعة آلاف يفي بالغرض، والتنازل عن السفر أو شراء سيارة بمبالغ كبيرة أو ارتداء ملابس غالية الثمن يمكن استبدالها بملابس بأسعار أقل ومعها نقلِّل من مبالغ القيمة المضافة المفروضة على السلع المختلفة.
المجتمع عاش مرحلة من البذخ والإسراف في أوقات سابقة في الأفراح والمناسبات والسفر وفي أيام الحياة العادية في ارتياد المطاعم والكافيات وشراء أشياء أكثر من اللازم من المؤكد أن معظمها توضع في الدواليب والخزن ومستودعات البيوت ومن الحكمة الخروج من هذا المأزق في التفكير بإعادة صياغة التفكير بدلاً من شد الحزام انتظاراً للعودة لمرحلة ما قبل شد الحزام.
إعادة صياغة تفكيرنا لنركِّز على الأولويات والاحتياجات الضرورية والأسعار المنخفضة وحذف الكماليات والهوامش لا شك سيجنبنا العودة للتفكير في سياسة الصرف ببذخ ودون حساب.