- تأخرت الإدارة الهلالية في قرارها بإبعاد المدرب رازفان بعد سلسلة الاخفاقات للفريق خلال الجولات الماضية، والتي وصلت إلى حد لا يمكن السكوت عنه. فقد خرج الفريق من الكأس وخسر السوبر ويكاد يفقد الأمل في المنافسة على بطولة الدوري.
* * *
- الفارق بين رازفان الذي حقق بطولة آسيا والثلاثية ورازفان الذي دهور الفريق الهلالي مؤخرا أنه في المرحلة الاولى وجد فريقاً جاهزاً ومكتمل الخطوط والعناصر. وفي المرحلة الثانية بدأ اللاعبون يتساقطون بفعل الاصابات وبعضهم انخفض مستواه فلم يستطع المدرب ايجاد الحلول. وهي المرحلة التي تكشف حقيقة قدرات المدرب.
* * *
- الإدارة الهلالية شريك للمدرب رازفان فيما وصل إليه الفريق اليوم من حالة فنية صعبة ومتدنية بسبب الصمت على المشكلة الفنية، وهي تكبر دون تدخل والتي ابتدأت قبل قرابة شهرين ومنذ خسارة الفريق من الوحدة في الدوري ثم من الفتح في الكأس. فالإدارة الخبيرة هي التي تستشعر الخطر منذ بدايته وتسعى لتداركه وهو صغير. لا تتركه يكبر ويتعاظم ثم تتدخل بالحلول بعد اتساع رقعة الخلل فعندها ستكون التكاليف كبيرة والخسائر فادحة.
* * *
- بعد الانحدار الكبير في مستوى الهلال والعجز عن تشخيص حالته منذ البداية يتوجب على إدارة الهلال عدم المكابرة والمبادرة بالبحث عن مستشار وخبير فني يستطيع أن يقدم للإدارة النصح والاستشارة الفنية السليمة في الوقت الصحيح. بما يمكنها من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ذلك أنه من الواضح أن هذا الدور مفقود في الهلال رغم وجود الكابتن سعود كريري كمدير تنفيذي للفريق وفهد المفرج كعضو مجلس ادارة وكلاهما لاعب دولي سابق. ولكنهما لم يقوما بأي دور في هذا الشأن. وإن كانا قاما بهذا الدور والإدارة لم تصغ لهما، فهنا تكون كارثة الهلال أكبر فداحة.
* * *
- إدارة الأندية ليست وجاهة. بل عمل شاق ومكلف لمن يسعى النجاح خصوصا في الأندية الكبرى. فهي ربما تمنح العاملين فيها شيئاً من الشهرة وتضعهم في مراكز الضوء. ولكنها تحرق من لا يستطيع فهم أبعادها. ولا يدرك خطورتها. ولا يفي بمتطلباتها. وخلال الفترة الحالية يعيش رئيسا الهلال والنصر مرحلة حرجة. ومن يستطع الخروج منها بنجاح هو من يتمكن من إدارة أزمته بكفاءة. ليعود ناديه لواجهة النجاح من جديد. وهناك من يستخدم الطريق الأسرع والأسهل بتقديم الاستقالة والهروب من المسؤولية. وأحياناً يكون هذا الهروب مطلبا جماهيريا في حالة العجز عن تقديم الحلول التي تضمن عودة الفريق للواجهة من جديد.