عبدالعزيز بن سعود المتعب
الحمد لله القائل في محكم تنزيله {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، ولا نملك إلاَّ الدعاء لمن رحلوا من الدار الفانية إلى الدار الباقية، ولطالما آلم الناس فراق من يحبونهم إياً كانت صلتهم بهم وإن كان فراق الوالدين والأشقاء والأبناء والأصدقاء الغالين ومن في حكمهم أشد إيلامًا في تفاوت محصلة الأسى، وصلاح مخارش -رحمه الله- لم يكن زميلا فحسب بل صديق عمر منذ أواخر الثمانينيات الميلادية حينما كان مقر سكنه في حي الملز قبل أن يتزوج وينتقل إلى جدة فيما بعد، وكان مبنى صحيفة الجزيرة آنذاك في حي الناصرية وكنت لم أزل طالبًا في قسم القانون بجامعة الملك سعود وأنشر قصائدي من خلال زاوية (لحظة إحساس) التي كان يشرف عليها الفقيد الغالي -رحمه الله- وكنّا نلتقي باستمرار سواء في الرياض سابقًا أو جدة فيما بعد، وتعمقت صداقتنا على المحبة في الله والتقدير المتبادل ثم كانت معرفتي بالفنان صالح الشهري -رحمه الله- من خلاله الذي لحن قصيدتي (سرى الليل وحنا ما سرينا)، وغناها الفنان راشد الماجد، وكذلك قصيدة (بشر اللي ينتظر يوم الفراق) التي غناها الفنان سلامة العبدالله -رحمه الله- وغيرها من التعاونات لي مع الفنانين كانت من خلال متابعة وجهود صديق العمر الزميل صلاح مخارش - رحمه الله. وفي آخر رسالة بيننا ارتبكت الحروف المتعثرة بين صياغة (صديق العمر وصديقي الغالي) وأكتفي بصورة ضوئية محادثة الواتس في جوالي بيني وبينه هي آخر العهد به بعد أن زاحمت الدموع الكلمات..