د. صالح بكر الطيار
تتجه أنظار العالم نحو وطننا الكبير المملكة العربية السعودية، في ظل التنمية الكبرى التي يشهدها الوطن على المستويات والمجالات كافة، ووصول الخطاب السعودي من خلال الإنجازات المختلفة وموقف السعودية من العديد من القضايا وأصدائه إلى شتى أصقاع العالم.. الأمر الذي يستدعي المحافظة على قوة هذا الخطاب من خلال وسائل الإعلام والمنصات الخارجية والمنابر الثقافية التي تنادي بأهمية هذا الخطاب وعكس الصورة الحقيقية والمشرقة عن وطننا وعن تعامله مع الملفات كافة، إضافة إلى ضرورة وضع أسس واضحة لإيصال الرسالة التي تنتهجها السعودية عن السلام وعن مواكبتها لجميع التحديات العالمية، إضاقة إلى مشاركتها الكبرى وأهدافها في وضع الحلول على مستوى عالمي، فيما يخص التحديات العالمية، سواء على مستوى البيئة أو الظروف المناخية أو الاقتصادية أو قضايا الفقر والهجرة والجهل ومكافحة الأمراض وإدارة الحشود ومواجهة الأزمات ومكافحة الإرهاب والجريمة وغيرها، حيث يجب دعم مشاركة المملكة بشكل فاعل في جميع المؤتمرات العالمية السابقة التي كانت فيها ركناً من أركان القرار والتوصيات.
وفي ظل النمو المتسارع للتقنية والتنمية والأبحاث ومواجهة العالم للعديد من الأزمات، آن الأوان لتكون المملكة سباقة في التخطيط لندوات ومؤتمرات كبرى تدعو العالم لها، سواء في المجال الاقتصادي أو الأمني أو الثقافي أو العلمي أو البحوث، وعلى وزارة الخارجية والسفارات السعودية في الخارج أن تستعين بالخبراء في هذا المجال، وأن تسارع في تكثيف الجهود عالمياً لإيصال الخطاب العالمي، سواء من خلال التعاقد مع المراكز الدولية المتخصصة ومراكز الدراسات أو الاستعانة بالباحثين والخبراء السعوديين في الخارج ممن لهم خبرة في معرفة تحديات المرحلة وثقافات الشعوب، ومن ثم وضع خطط مستقبلية تعتمد على تكثيف وجود النشاط الإعلامي الخارجي، إضافة إلى توفير دراسات متخصصة عن التحديات العالمية تكون من صناعتنا الفكرية، مع ضرورة وضع الخطط اللازمة لرفع الصوت السعودي عالمياً من خلال العمل الدبلوماسي في الخارج، ووجوده في دائرة المشاركة الفعلية حتى نكون شركاء في صناعة الغد، ورفع اسم بلدنا عالياً، مما يعكس الوزن الحقيقي لدولتنا وعطاءاتها على الأصعدة كافة.