طالعتنا النيابة العامة بتحركها السريع خلال الأيام الفائتة عبر تصريحاتها حول التوجيه بالقبض على حالات عدة مُسيئة للطفولة؛ سواء بالضرب أو اللفظ أو استغلال الأطفال من قبل أهاليهم أو غيرهم أو الإسهام في انحراف سلوكهم لغايات جذب الانتباه بأفعال مُجرّمة.
حيث سعت النيابة بجدية إلى حماية الطفولة والمجتمع، وكانت سبّاقة بالتحرك لحماية حقوق الإنسان الصغير قبل الكبير، وسبقت بمبادراتها جميع الجهات ذات الاختصاص. وجعلت هذا الأمر من أهم الواجبات لتعزيز حقوق الطفل في العيش الكريم في كنف أسرة متماسكة ومتضامنة بما يكفل لهم تلقي الرعاية الأسرية اللازمة، صيانة للنفس الإنسانية من كل مكروه وحفظًا لها؛ وهذا من مقاصد الشريعة الإسلامية الخمسة: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ المال، حفظ العرض وحفظ العقل.
ولما للقائد المتمكِّن والمُلمّ من دور مُلهم ومحوري في هندسة عمل الجهاز وقيادته نحو نجاحات متتالية، فقد أدرك معالي الشيخ سعود بن عبدالله المعجب وفريقه المتميز ذلك، ونهض بالعمل بنيّة جادة، مُتخذًا رؤية تعزيز العدالة وحماية المجتمع بأداء متميز ريادي، وساعيًا برسالة جهازه إلى حماية الحقوق لتحقيق العدالة ونُصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم، وفقاً للنصوص الشرعية والقواعد المرعية، عملاً على تكريس ذلك وتعزيزه بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
وبروز تلك الشواهد خلال الأيام الفائتة بمواكبة مستجدات المرحلة لـ (رؤية المملكة 2030)، نقلةً نوعية في تفعيل الأنظمة بجدية وعزمٍ متواصل؛ فما إن تحدث حادثة شاذة عن قيم المجتمع والمبادئ الشرعية إلا وكان للنيابة العامة وقفة.. مما يُجسّد نقطة تحول تاريخية في منظومة تفعيل الأنظمة في النيابة العامة، إذ يُعد هذا العمل أحد المنجزات التي كان المجتمع ينتظرها وشكل انعكاسًا إيجابيًا على سمعة العدالة في المملكة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولمس كثير من المواطنين نتائج القوة والحزم في مختلف مناحي الحياة.