ليس بإمكان أي شخص أن يكون تربويًّا مبدعًا؛ فالتربية المبدعة وسماتها هي أشبه ما تكون بمجموعة متكاملة من الخصائص، على رأسها تأتي «كاريزما» الشخص وهيئة شخصيته، وما يتمتع به من «تركيبة» هو يأتي معها في بدء حياته، ولا تأتي عبر التلقي.
إلى جانب ذلك ما يكتسبه في رصيده من الخبرات الطويلة والتجارب الغنية، التي تشكل لديه سمات التربية المبدعة، التي تتطلب نظرة خاصة للأمور، وأهلية لتوجيه البشر.
حين تشاهد أي قطاع يعمل بطريقة غير منظمة، والبشر فيه تتبعثر مسارات طاقاتهم، ولا يوجد لديهم تحديد المسار الصحيح، إضافة إلى ذلك تدهور الحالة العامة، وتردي النتائج للمنظومة، فهنا لا بد من البحث عن المخطِّط والمطوِّر في هذا الكيان، وبالضرورة سنجد أن الخلل يكون من التخطيط والتطوير.
وعلى العكس، حينما نجد الإنتاج والإيجاب، ونجد التوظيف الصحيح لطاقات البشر، والسعي الواضح للتطوير، والحصول على النتائج المميزة، هنا لا بد أن نبحث عن التربوي المبدع، الذي سيتضح بالضرورة أنه موجِّه مميز، وفي حوزته التخطيط البديع، ولديه من قدرات توجيه البشر ومنحهم التميز والتفوق الشيء الذي يُدرَّس.
العمل في التخطيط والتطوير في أي منظمة كانت هو عمل شاق ومجهد، وخصوصًا في ظل الظروف اليومية، وضرورة حدوث مشاكل وعوائق هنا وهناك، إضافة إلى أنها متعبة بسبب عملية التوكيل لإنجاز المهام غير المسؤولة، في وقت يفترض فيه أن يحرص قائد المنظومة على أداء المهام بأكمل وجه بالصورة التي تترجم برنامج عمل المنظومة ورؤية القائد؛ لأن أي تقاعس أو تلكؤ من فرد واحد من طاقم المنظومة من شأنه أن يظهر السلبيات، ويجعلها تطغى على الإيجابيات.
لذلك فإن عملية التخطيط والتطوير في أي منظمة هي في غاية الأهمية، وهو عمل وجهد لا يتحمله إلا من لديه خصائص بعد النظر، وحصافة الفكر، وقوة الإيثار.
مبعث الكلام مرتبط بالأدوار التي يقدمها مدير التخطيط والتطوير في إدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر الأستاذ الحسين بن محمد قحل، الذي زاملته في الإدارة لمدة تسع سنوات، الذي أراه مخزونًا إداريًّا تربويًّا وتعليميًّا نادر الوجود في هذا الزمن.
من البديهي جدًّا أن يعرف التربويون الأستاذ الحسين بن محمد قحل وأعماله الكبيرة التي قدمها لإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر على امتداد العقد، وهو الذي لا يزال يتواصل عطاؤه ويستمر، ويضرب أبلغ الأمثلة في التربية المبدعة التي تسير في أعنت مراحلها كما وضحنا أعلاه، من ناحية العمل في منظومة تتشعب فيها الأدوار والأعمال والمسؤوليات، وتختلف فيها التحديات والمهام والواجبات.
جهود «الحسين قحل» واضحة بعملية التربية والتعليم في وادي الدواسر، وهي الجهود التي خولته الحصول على أعلى التقديرات التعليمية في هذا الجانب، يتقدمهم التكريم التربوي من قِبل وكيلي الوزارة الدكتور عبدالرحمن بن محمد البراك والدكتور نياف بن رشيد الجابري.
وزارة التعليم وضعت سمة التميز كأحد مرتكزات عمليات التربية والتعليم، وفي هذا الجانب لو سألت أي تربوي مخلص في وادي الدواسر عن «الحسين قحل» لقال لك على الفور إنه أكثر تربوي يتميز بالتخطيط والتطوير والإبداع، يثق به الميدان، خاصة حينما يتفقد سير الأمور في المدارس، ويوجه لتصحيح الممارسات غير الصحيحة.
مقاعد التميز لإدارة التعليم في وادي الدواسر في جائزة وزارة التعليم للتميز لو أحصيناها لرأينا أنها عددها يفوق الثلاثين جائزة.
تربوي يقدم نفسه السند القوي لجميع التربويين والتربويات في جائزة وزارة التعليم للتميز، والموجه والمرشد الذي يعلمهم كيف يتميزون، وكيف يطبقون، وكيف يعملون، وكيف يعطون لمهنة التعليم ويتميزون فيها.
يقدم نفسه «البلدوزر» الذي لا يكل ولا يمل من العمل في خدمة وطنه والعاملين في التعليم أبدًا.
لقد تعلمت منه الكثير في مجال التخطيط والتطوير، وقواعد العمل في الاتجاه المهني والحرفي والأخلاقي، كما تعلمت من أدبه الجم وخلقه الراقي.
و»الحسين قحل» يعد أحد الرموز التربوية التي كانت له الكثير من العطاءات، وعمل قبل أن يكون مديرًا لإدارة التخطيط والتطوير بإدارة التعليم بوادي الدواسر معلمًا، ثم مشرفًا للتربية الإسلامية، ثم مشرفًا للتقويم الشامل، قبل أن يكون مديرًا لها عام 1426هـ، فمديرًا لإدارة التخطيط والتطوير، ثم عمل أمينًا للإدارة، ثم مديرًا لمركز التميز. وقد مثل إدارة التعليم بوادي الدواسر في الكثير من المحافل والمناسبات التعليمية على مستوى وزارة التعليم، وحضر العديد من المناسبات والدراسات.