م. إبراهيم بن عبدالرحمن الشيخ
حينما تتحدث عن الرياض فأنت تتحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل، الرياض التي لازالت مهتمة بأصالتها وماضيها العريق، والذي توليه القيادة الرشيدة رعاية خاصة في شتى أنحائها من مناطق سياحية تراثية منها «جوهرة المملكة» «الدرعية» ممثلة بحي الطريف الحي الملكي، أحد أحياء الدرعية التاريخية الخمسة، الذي لقي عناية واهتماماً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- إبان فترة إمارته على الرياض وحرصه الشديد على إحياء الدرعية وإيصالها إلى العالمية، والذي تكلل بدخول حي الطريف، ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
تخبرنا الرياض الآن بأنها رياض الحضارة، رياض الثقافة، رياض الاستثمار، رياض العمران، رياض الصناعة، رياض الإنسان، ورياض «سلمان» أيضاً.
(رياض اليوم) كانت رؤية وحلماً وتخطيطاً وإنجازاً حققه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عبر أكثر من 55 عاماً قضاها أميراً للعاصمة التي كان عدد سكانها 150 ألف نسمة، ووصل اليوم إلى سبعة ملايين ونصف مليون نسمة.
و(رياض الغد) هي الرؤية والحلم والتخطيط والإنجاز الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عبر استراتيجية عملاقة تضع عاصمة المملكة العربية السعودية في المكان اللائق بها خلال السنوات العشر المقبلة.
حدثنا سمو الأمير مؤخراً عن الرياض الاقتصادية التي تستهدف الدخول إلى قائمة أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، وعن الرياض الصناعية التي سوف تضم أكبر مدينة صناعية في العالم، وعن الرياض الخضراء التي سوف تستقبل تربتها ملايين الأشجار الملائمة للبيئة، وسوف تضم حديقة رئيسية تزيد مساحتها عن ثلاثة أضعاف مساحة «السنترال بارك»، وحدثنا سموه أيضاً عن رياض الإنسان التي تستهدف مضاعفة عدد السكان أكثر من أربع مرات، ليبلغ 15 مليوناً إلى 20 مليون نسمة عام 2030 بمشيئة الله تعالى.
لقد عودنا أميرنا محمد أن أحلامه - في حقيقة الأمر - هي أهداف عملية تنطلق من حقائق الواقع لتصنع آفاق المستقبل، وأنه حين يضع عينه على (رياض 2030) فإن عينه الأخرى تنظر إلى (رياض 2021) التي تشكل الآن أكثر من 50% من الاقتصاد غير النفطي في المملكة، وتضم بنية تحتية استثنائية جعلت تكلفة التطوير العقاري فيها أقل بـ29 % من بقية المدن، وتكلفة خلق الوظيفة فيها أقل بـ30% من بقية المدن، وتنظر أيضاً إلى آفاق الاقتصاد العالمي (اقتصاد المدن) الذي تتركز نسبة 85% منه في المدن الكبرى، والنسبة مرشحة لأن تصل إلى 95% خلال السنوا ت المقبلة.
وليست مدينة الرياض -فقط- هي المدينة الموعودة بالتطوير والتنمية، بل جميع مناطق المملكة كما أكد سمو ولي العهد أن العمل يجري على استراتيجية مكة المكرمة، واستراتيجية المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، وأن جميع المناطق قادمة في الطريق حسب الفرص والممكنات المتاحة فيها.
** **
- عضو الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عضو مجلس الغرف السعودية والرئيس التنفيذي لشركة الدفة.