د. مساعد بن سعيد آل بخات
عندما تضع لنفسك خطة شخصية لتحقيق أهداف محددة خلال فترة زمنية معينة فإنك تتعرض لبعض المواقف والعقبات التي قد تعترض طريقك لتحقيق هذه الأهداف، وهذا في حد ذاته أمر طبيعي؛ لذا ستجد أنك قد تفشل في بعض المحطات التي تنقلك للوصول إلى قمة النجاح، ولكن ببذلك مزيدًا من الجهد والإصرار على تحقيق طموحك فإنك ستجد نفسك في نهاية المطاف قد وصلت لقمة النجاح، وحققت أهدافك التي خططت لها سابقًا.
فمَن منا لم يُقَل له كلام سلبي، يؤثر على مشاعره وتفكيره مما يؤدي إلى تثبيط حماسه وعطائه في أي جهد يقوم به؟ومَن منا لم يتدخل أحدٌ في شؤونه الخاصة؛ ليملي عليه ما الذي ينبغي عليه فعله أو تركه.
ومَن منا لم يسمع من قريب أو بعيد روايات وقصصًا عن فشل بعض الأشخاص في الوصول إلى قمة النجاح.
لذا.. لدي مبدأ أطبّقه على نفسي، هو «كن أصمّ».
عندما يوجَّه إليّ كلام سلبي فأنا أصم.
عندما يرغب بعض الناس في تكسير مجاديفي فأنا أصم. عندما يتحدث زميل لي عن الفشل فأنا أصم.
عندما يصعّب القريب طريقي للنجاح فأنا أصم.
.. إلخ من الأمثلة التي قد أتعرض لها من أناس سلبيين.ربما يتساءل بعض الأشخاص: لماذا اعتمدت هذا الأسلوب معهم؟
أولاً: إذا اجتمعت قوة الإرادة وحسن الظن بالله وبذل الجهد في النفس البشرية فهي كفيلة بتحقيق ما تطمح إليه النفس البشرية من أهداف ونجاح.
ثانيًا: الرد لحظة الغضب ربما يجعل الشخص يشعر بالندم على هذا التصرف الذي قد يجعله يخسر علاقته معه الآخرين، وخصوصًا أن بعض هؤلاء الأشخاص قد يكون لهم صلة قرابة أو صداقة قوية به.
ثالثًا: كل إنسان لديه طاقة محددة يستطيع من خلالها القيام بالممارسات والأنشطة التي يرغب بها في حياته اليومية، فلماذا تهدر طاقتك هذه في الرد على كلام أشخاص سلبيين، وكأنهم أهم شيء بالنسبة لك في هذه الحياة؟
رابعًا: اعتمادك قاعدة «ابدأ بالأهم فالمهم» يجعلك تركز على الأولويات (تحقيق الأهداف)، وتهمل الثانويات (الانشغال بالرد على الآخرين).
خامسًا: الصمت فن، لن يتقنه إلا مَن توصل لمرحلة النضوج، وعرف قيمة راحة البال بعيدًا عن الخلافات وخسارة البشر.
سادسًا: عوّد نفسك على فعل ما أنت مقتنع به، بصرف النظر عن آراء الآخرين به؛ لأنك أنت من ستتحمل نتيجة قرارك هذا وليس الآخرين.
ختامًا:
الشخص الواثق من نفسه نادرًا ما يشعر بأنه مجبر على الكلام.