«الجزيرة» - سالم اليامي:
يشكل القطاع السياحي حول العالم أحد الأسس المهمة في تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الاقتصاديات المحلية من ناحية جذب الاستثمارات وزيادة الاحتياطيات من العملات الأجنبية، إلى جانب خلق فرص العمل وتوليد الوظائف على نحو يسهم في زيادة معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي دعم فرص الوصول إلى اقتصاديات حديثة ذات طابع مستدام ومتنوع. وقد أولت المملكة ضمن رؤية 2030 تطوير قطاع الاستثمار السياحي أهمية بالغة، من خلال إطلاق جملة من المشاريع السياحية الضخمة الواعدة بالفرص النوعية، وعلى رأسها مشروع نيوم العملاق بكل ما يحويه من تفاصيل بيئية طبيعية وأخرى عمرانية تستهدف رفع مستوى جودة الحياة لكل من يزور هذه المدينة ويسكن فيها، وكان مشروع «ذا لاين» الذي أطلقه مؤخرا سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة نيوم الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- نقلة نوعية في مفهوم التخطيط التنموي المتوازن الذي يراعي تحقيق التنمية المستدامة وسبل العيش العصري المتطور مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على البيئة والحد من انبعاثات الكربون، يضاف إلى تلك المشروعات العظيمة مشروع البحر الأحمر الذي أطلق سمو ولي العهد -حفظه الله- قبل أيام تصاميم بوابة المشروع «كورال بلوم»، ومشروع آمالا بجانب مشروع القدية في مدينة الرياض، حيث تندرج جميع تلك المشاريع بأصولها الثابتة من أراضي وبيئات طبيعية ضمن الأصول المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، إذ من المنتظر أن تتضاعف قيمة تلك الأصول مع اكتمال البنية التحتية للمشاريع وبدء التشغيل. وبات قطاع السياحة أحد أهم القطاعات التنافسية على المستوى العالمي، وسوقا زاخرا بالفرص الواعدة، إذ تعمد الكثير من الدول ضمن استراتيجياتها وخططها التنموية إلى تعزيز كافة الجوانب المتعلقة بهذا القطاع من خلال الإنفاق الرأسمالي على مشاريع البنية التحتية، وتوفير التسهيلات كافة للمستثمرين في القطاع وأصحاب رؤوس الأموال، وسن التشريعات والأنظمة التي تحفز على جذب تلك الاستثمارات، وتوفير البيئات العملية الداعمة لهم على نحو يسرع الخطى باتجاه تحديد بوصلة السياحة وتحقيق الفرص.
ووفقا لتقرير تضمن أفضل 100 مدينة سياحية على مستوى العالم في 2019، أي قبل تعرض العالم لجائحة كورونا «كوفيد 19»، حلت مدينتا القاهرة والغردقة المصريتين في المركزين الـ42 والـ82 على التوالي.
وبحسب موقع «يورومونيتور العالمية» الذي يقوم بأبحاث ومؤشرات للسوق الإستراتيجية بالإضافة إلى إنشاء البيانات والتحليلات لمختلف الخدمات حول العالم، جاء وجود مدينتين مصريتين بسبب برنامج الإصلاح لتطوير قطاع السياحة في مصر عقب فترة من التراجع منذ ثورة 25 كانون الثاني 2011، واستقرار الوضع السياسي والأمني. وحلت مكة المكرمة ضمن المدن الـ 20 الأكثر زيارة عالميا وجاءت في المركز الثاني عربيا، وزارها تسعة ملايين و833 ألف مسافر، بزيادة 300 ألف مسافر عن العام الماضي.
في حين حلت دبي في المرتبة الأولى عربيا والسابعة عالميا، بـ16 مليونا و328 ألفا و300 مسافر، بزيادة 400 ألف مسافر عن عام 2018. وجاءت المدينة المنورة في المرتبة الثالثة عربيا و23 عالميا، مع ثمانية ملايين و820 ألف مسافر، بزيادة 300 ألف مسافر تقريبا عن العام الماضي، بينما حلّت القاهرة، في المركز الرابع عربيا، و42 عالميا، وزارها ستة ملايين و808 آلاف زائر.
وحققت الرياض، المرتبة الخامسة عربيا، و49 عالميا، بعدد زيارات بلغ خمسة ملايين و451 ألفا، بزيادة 200 ألف زيارة تقريبا وجاءت مدينة الدمام، في المركز السادس عربيا و64 عالميا، بعدد زيارات بلغ ثلاثة ملايين و588 ألف زائر، واحتلت مدينة الغردقة المصرية، المرتبة السابعة عربيا و82 عالميا، بعدد زيارات بلغ ثلاثة ملايين و866 ألف زائر، بينما حلت العاصمة الإماراتية أبوظبي، في المرتبة الثامنة عربيا، والـ94 عالميا، وزارها مليونان و500 ألف زائر تقريبا.