بعدما تخرجت من مدرسة اليمامة الثانوية في عام 1384/85هـ وكان قد أذيع اسمي ضمن الأسماء التي قرئت في استديو الإذاعة السعودية في جدة آنذاك وعندما قرأته في صحيفتي الرياض والجزيرة كدت أطير من الفرح حيث كانت الأحلام تداعب مخيلتي بأن أكون ضمن المحظوظين في الذهاب في بعثة إلى بلاد الاتحاد السويسري حيث كنت أسمع عن هذه البلاد وجمال طبيعتها وصغر حجمها وشاءت إرادة الله أن يتهيأ ذلك لي وكان السفر على متن الخطوط السعودية المحروسة بإذن الله وكانت أقصى نقطة تصل إليها خطوطنا آنذاك هي بيروت - لبنان.
استيقظت من خيالاتي وأحلامي على صوت قائد الطائرة يعلن الهبوط في مطار بيروت عاصمة البلد الصغيرة الجميلة وكنت منبهراً بجمال ونظافة بيروت وتنسيق طرقاتها وجوها المنعش العليل وما هي إلا أيام قلائل حتى غادرتها متجهاً إلى بلاد لم أزرها من قبل إلا في الأحلام بلادًا أحببتها وعشقتها قبل أن تطأ قدمي أرضها أو تكتمل عيني برؤيتها وما إن حطت طائرة الخطوط السويسرية على أرض مطار جنيف الدولي وما إن نزلنا من الطائرة حتى انبهرت بجمال المطار الذي هو العنوان الأول لأي دولة حيث يعطي الانطباع عن الدولة وشعبها فوجدت حسن الاستقبال والتعامل الحسن ومظاهر الرقي والحضارة الدنيوية، وبعد أيام بدأنا دراسة اللغة الفرنسية على بركة الله ثم في العام الذي تلاه تم نقلنا إلى فرنسا إلا ما قل مثل طلبة الطب وبعض الدراسات حيث تزامن ذلك مع استقلال الجزائر بعد استعمار طويل ومرير، ثم إن نظام التعليم في فرنسا يغلب عليه التعقيد وعدم المرونة في الدراسة، وبعد عام أو يزيد تم نقلنا إلى الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت المرونة أكثر بكثير من فرنسا والتعاون ولطافة الشعب وسهولة اللغة مما يهيء للنجاح، وبعد سنوات قلت أو كثرت عاد طلابنا من الولايات المتحدة الأمريكية مسلحين باللغة الأولى في العالم وبشهادات في جميع العلوم وفي جميع التخصصات وبمستويات مختلفة من الدرجات العلمية والأدبية، وساهموا وما زالوا يساهمون في خدمة وتطوير بلادهم المقدسة.