لا يخفى على أحد ما يحدث في العالم بأسره من تفشي وباء كورونا. وقد سجّلت أمريكا والدول الأوروبية أكثر معدلات الإصابة اليومية، التي لم يسبق لها أن سجلتها أية دولة في بقية دول العالم.
وقد اتخذت دول العالم إجراءات لاحتواء تفشي الوباء، وتفاوتت الإجراءات الاحترازية بين دولة وأخرى، كلٌّ حسب ظروفه ومصلحته ومصلحة مواطنيه.. ما بين الإغلاق الكلي التام، والإغلاق الجزئي، والإغلاق المبكر للأماكن المتوقع حصول الازدحام فيها كالمطاعم وصالات الأفراح والحدائق والأندية الرياضية.
وعمومًا فقد غيّر هذا الوباء صورة العالم النمطية، وغيّر المفهوم العام في كثير من أوجه الحياة، وأكثرها تضررًا السفر والسياحة، وأصاب بضرر بالغ كثيرًا من الأنشطة التجارية الدولية.
لكن الجميع نظرًا لخطورة الوضع أعطى أولويته سلامة الوطن والمواطن.
وبالنظر إلى دولتنا التي تُعامِل مواطنيها بصورة تختلف عن تعامل حكومات العالم لمواطنيها، حيث العلاقة بين المواطن السعودي وقيادته الحكمية مبنية على أساس المحبة، وحيث تتميز تلك العلاقة بالبيعة الدينية والشريعة لولي الأمر، وحيث علاقة القائد الوالد بأبنائه المواطنين علاقة الوالد بولده، وعلاقة الأبوة بأبنائه.. فقد كانت السعودية سباقة بالإجراءات الاحترازية بصورة لبّت نداء الواجب. ولم تكتفِ الحكومة بوضع إجراءات احترازية فقط، وإنما سارعت بتقديم حزمة من الدعم المادي لأصحاب المنشآت المتضررة من الإجراءات، ودعم المواطنين بمختلف الفئات؛ فأتت الإجراءات بصورة احترازية ومشرفة.
وبحمد الله، فقد نجحت المملكة في السيطرة على الوضع الطبي، ونجحت في احتواء تفشيه.
وقد أصبحت التجربة السعودية في التعامل مع هذا الوباء محل إعجاب الكثير من الدول المتقدمة، ومثالاً مشرفًا لدول العالم التي كان الجميع ينظر لها على أنها تمتلك المقومات التي تؤهلها للسيطرة المبكرة على تفشي الوباء.
وألقت جائحة كوفيد 19 مزيدًا من التساؤلات حول إمكانات الدول، ومدى أهمية التطور والتقدم العلمي إذا لم يصاحبه قيادة تملك رؤية واضحة منذ البداية. كما أثبتت هذه الجائحة الرؤية الصائبة لقيادة المملكة، وأثبتت كذلك مدى اهتمام ولاة أمورنا بالمواطن وصحته وسلامته، وسرعة الاستجابة، واتخاذ الإجراءات الضرورية حرصًا على صحة المواطن وسلامته.
والآن، وبعد أن بدأ ظهور الموجة الثانية بعد أن تمت السيطرة على الأولى، وضربت معظم الدول الموجة الثانية، لم تتأخر الحكومة باتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية.
ونظرًا لما لتجربتنا السابقة من نجاح فإن دور المواطن مهم في تطبيق تلك الإجراءات، ودوره سيكون فارقًا في السيطرة والتخلص من هذا الوباء. ولعلي أشير إلى ما هو مطلوب منا نحن المواطنين:
(1) التزام المواطن الشخصي بالأوامر والتوجيهات التي تصدرها الجهات المعنية في الدولة.
(2) إلزام كل من تقع عليه مسؤوليته من الأهل والأولاد، وعدم السماح لهم بالاستهتار؛ حتى لا يعود ذلك عليهم وعلى المواطنين بالضرر.
(3) التقيُّد بالتوجيهات التي أصدرتها الجهات المعنية، مثل حمل تطبيق (توكلنا).
(4) متابعة ما يُستجد مما يتعلق بالموجة الثانية من خلال القنوات الرسمية.
(5) تطبيق التباعد الاجتماعي بصورة كاملة في التعامل مع الغير.
(6) رفض كل خطوة لا تتماشى مع التوجيهات تحت أي ظرف.
(7) المساهمة في رفع الوعي الصحي للأهل والأقارب والأصدقاء.
وأخيرًا، وليس آخرًا، ينبغي أن يعلم كل مواطن أنه يتحمل جزءًا من المسؤولية في الحفاظ على صحة وسلامة الوطن والمواطن، وليكن شعارنا جميعًا (كلنا مسؤول)، و(نعود بحذر).