عثمان بن حمد أباالخيل
سلوكيات اجتماعية متناقضة، يقوم بها الكثيرون، ومن شرائح المجتمع كافة.. سلوكيات قد تصل إلى حد التساؤل عن اتزان ورجاحة من يقوم بها. سلوكيات على رؤوس الأشهاد، وليستْ من وراء الكواليس. هل هي سلوكيات خاطئة؟ أم إنها سلوكيات مقصودة، لكنها من واقع الحال؟ أم تراه إرثًا من الماضي؟ وهل الماضي يحمل في طياته ما يناقض الحس الإنساني؟!
سلوكيات اجتماعية متناقضة في البيت والمدرسة والجامعة وفي الحي، في السفر والترحال والأماكن العامة والخاصة، وفي الأفراح والأتراح، وفي كل مكان يوجَد به الإنسان. لماذا هذا التناقض؟ هل هذا يتماشى مع اختلاف وجوه الإنسان وتعددها؟ في ظني هذا هو الحال.
وإليكم بعض الأمثلة، وهي كُثر: تحويل الحدائق العامة إلى منظر يؤذي العين من بعض مرتاديها الذين لا يبالون ولا يراعون الذوق العام. هناك من يرمي الأوساخ من سيارته بالطريق، ويؤذي عيون الناس. هناك من يحرج المرأة في قيادتها للسيارة. هناك من المصلين من يوقف سيارة في الشارع العام في صلاة يوم الجمعة دون مراعاة حقوق الآخرين. هناك من يتجاوزك وأنت تقف تنظر دورك. علب المشروبات الباردة وأعقاب السجائر تُرمى من قائدي السيارات. قصاصات الورق هي حال بعض قاعات الاجتماعات العامة أو حتى الرسمية. مصابيح الإضاءة عادة ما تُترك مضاءة في غير أوقات العمل، وكذلك الأجهزة والمعدات التي لا تزال في وضع التشغيل ولا يتم إطفاؤها. جميعها سلوكيات خاطئة في حق الوطن.
ليس هناك شك أن الكثير منا لديه أمثله كثيرة من هذه السلوكيات، وربما يزاولها ويقوم بها بغفلة من الزمن. إنها جزء من واقع البعض.
ولعلي أضيف - أشاطركم بعض الأمثلة - بقائدي السيارات الذين يعكسون اتجاه السير، ويسببون الازدحام والفوضى، وعلى وجوههم ابتسامة لا أفهمها. صغار السن من قائدي السيارات الذين يرفعون صوت المذياع أو مسجل السيارات بأغانٍ عربية وأجنبية - وليته يعرف كلماتها - عند إشارات المرور، ماذا تُسمون هؤلاء؟ هل هذه السلوكيات وغيرها ليس لها حل؟ مخالفات الذوق العام هل دخلت حيز التطبيق، وطُبقت، وهي التي تم الموافقة عليها في شهر سبتمبر 2019. هذا هو تعريف الذوق العام (مجموعة سلوكيات تعبِّر عن قيم المجتمع ومبادئه وهويته). يرمي القانون إلى «المحافظة على قيم وعادات مجتمعنا، ومراعاة خصوصيات الناس، ومعاقبة كل من يتلفظ أو يقوم بفعل يضر أو يخيف مرتادي الأماكن العامة».
في الواقع، وفي رأيي الشخصي، من الصعب إيجاد حل أو حلول في هذا الجيل.. ربما الجيل القادم، الجيل الجديد ينبذ هذه السلوكيات إذا تهيأت له كل سبل التربية في البيت وفي المدرسة والحي، وقبل هذا كله في المسجد. لست متشائمًا، لكن علينا جميعًا أن ندرك هذه السلوكيات الخاطئة، وننبذها، ونوجه من يقوم بها باللين والنظام والمخالفات، ووضع كاميرات للرصد الآلي لمخالفي الذوق العام.
من أقوالي: «من الذوق أن تتعامل مع كبار السن في الأماكن العامة بكل ذوق واحترام».
** **
- كاتب وروائي