خالد بن حمد المالك
يكتفي نظام إيران باستخدام القوة المفرطة في مواجهة غليان الشعب الإيراني، عند قيامه من حين لآخر بمظاهرات احتجاجية، وهناك - بالمناسبة - تقارير مروّعة تتحدث عن قمع الاحتجاجات، وإلصاق التهم بهؤلاء الثوار، تارة على أنهم مرتزقة، وأحيانًا بأنهم أجانب يشعلون الثورة ضد نظام الملالي بهدف التشويش على حقيقة مصدر هذا الغليان، بينما من يقوم بهذه المظاهرات هم المواطنون لا الأجانب ولا المرتزقة، ومن ثم يَحُول النظام بين المواطنين وحقهم في التعبير الحر عن الوضع المتردي في البلاد.
* *
وكلَّما كانت هناك مظاهرة احتجاجية ضد النظام الإيراني الفاسد، وصوت احتجاجي عالٍ ضد هدر المال الإيراني العام وإنفاقه في تغذية الإرهاب ورموزه، على حساب قوت الشعب، تكون القبضة الجديدية حاضرة وبقوة لقمع المحتجين بكل أنواع الأسلحة المدججة بها العناصر المعادية لمطالب الشعب.
* *
ونظام الملالي في إيران لا يكتفي بإذلال المواطنين الإيرانيين، وسلبهم حريتهم، وقتل كل صوت حر ينادي بما لا ينسجم مع توجهات النظام، أو يقول كلاماً يخالف أجندة وسياسات هذا النظام البغيض، وإنما تمتد هذه السياسة الإجرامية إلى خارج الحدود الإيرانية، حيث زرعتْ طهران لها تشكيلات وأذرعة ووكلاء وعملاء لخدمة أهدافها في زعزعة الأمن في دولنا.
* *
لاحظوا ماذا يحدث الآن في العراق ولبنان واليمن وسوريا، بسبب الوجود الإيراني المكثَّف، والتلويح الإيراني بالعصا الغليظة ضد كل من يعارض تدخلها، أو يحتج على ممارساتها، أو يطالب بالتصدي لمؤامراتها، ففي هذه الدول العربية التي تصفها إيران بأن عواصمها الأربع أصبحت إيرانية، وأن لا صوت يعلو على صوت إيران، ولا حقوق لمواطنيها عندما تتعارض مع سياسات إيران التوسعية في هذه الدول.
* *
هناك ملل شعبي حقيقي من التغلغل الإيراني، وهناك احتجاجات صامتة لدى أكثرية المواطنين في الدول العربية الأربع، ولكن لا قدرة لديهم في مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران، كما حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، وأكثر من حزب في العراق كالحراك الشعبي وغيره، إلى جانب الوجود العسكري المكثف في سوريا.
* *
وكل من خرج عن عصا الطاعة الإيرانية في هذه الدول الأربع، فإن الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، أو من خلال الخونة في الميليشيات العربية المدعومة من إيران سوف تُستخدم لقمعه القوة المفرطة في التعامل مع هؤلاء الأحرار، مهما كلَّف ذلك من قتلى ودماء ودمار في صفوف المعارضين.
* *
ومما يثير الانتباه والاستنكار والاستغراب معاً، صمت دول العالم أمام هذه الممارسات الشيطانية التي لا تتماشى مع الأعراف الدولية، وحقوق الإنسان، وسياسة عدم تدخل أي دولة في شؤون دولة أخرى، ما يجعل من هذا الصمت المريب وكأنه يوحي ويشير إلى دعم وتأييد القوى العالمية الكبرى لإيران في تمردها على القوانين والأعراف الدولية وحسن الجوار، مع أن المؤشرات والشواهد والأفعال تؤكد أنها دولة إرهابية بامتياز.