أ.د.عبدالله بن أحمد الفيفي
أَمـُـرُّ بِـكُـلِّ نُـقـَاطِ الـمُرُوْرْ
تُـفَـتِّـشُ فِـيْـنَـا ذَواتِ الصُّدُوْرْ
تَـقُـولُ : أَتَـلْمَسُ رِعْشَةَ وَجْـدٍ
سَرَتْ مُنْذُ حَوَّاءَ حتَّى النُّـشُـوْرْ؟
أَقُوْلُ : أَجَلْ، يا هِضَابَ الشَّمالِ،
وعِطْـرَ الجَنُوبِ، ودِفْءَ الجُسُوْرْ!
أَ(عَشْتَـارُ)، يا كَوْكَبًا مِنْ نُضَارِ
الثَّـقافَـةِ ، يـا نَجْمَةً مِنْ شُعُوْرْ
قَـبائِـلُ مِنْ ضَارِيـاتِ الصَّحارَى
تَجـُـوْسُ الدِّيَـارَ وتَخْفِيْ القُبُوْرْ
تُجَـفِّـفُ كُـلَّ انْبِجَـاسٍ، وتَـدْعُو
على كُـلِّ سَـوْسَـنَـةٍ بِـالثُّـبُـوْرْ!
أَحِـنُّ إِلـى حَـانَــةٍ مِنْ صَـلاةٍ
رَوَتْـنَـا بِـكَـأْسٍ دِهَــاقٍ تَـفُـوْرْ
لِـماذا ذَهَـبْـتِ إِلـى اللَّـيْـلِ بَـدْرًا
ويَـتَّـمْـتِـنَـا في الشُّمُوْسِ نَـدُوْرْ؟
وأَيُّ نَهــارٍ يُـسَـمَّـى نَهـارًا
بِلا (دِجْلَةٍ) مِنْ سَـمَاءِ الطُّـيُـوْرْ؟!
بَكَـيْـتُـكِ حَرْفًا؛ سُلَافُ القَوَافِـيْ
يُـرَتِّـلُـهُ فِـيْ شِـفَـاهِ العُـطُـوْرْ
ومِسْـبَـحَـةً مِنْ شَـذَا كُـلِّ عَـصْرٍ
يُـغَـنِّيْ عـلى غُصْنِـهِ كُـلُّ نُــوْرْ
صَـباحًا مِنَ الآبـَـنُـوْسِ ولـكِـنْ
تَخِــيْـطِـيْنَ أَرْدَانَــهُ بِالـغُـرُوْرْ
زُجَـاجَـةَ عِطْـرٍ/ زُجَـاجَـةَ عُمْـرٍ
يُحَطِّمُهـا فِـيَّ عَــزْفُ الدُّهُــوْرْ
لمـاذا رَحَـلْـتِ بِـصَـمْـتٍ غَـزِيْـرٍ
ولَـمْ تَـحْرِمِيْـنِـيَ نَـبْـضًا يَـثُـوْرْ؟
تَقُـوْلُ: أَتَـلْـمَـسُ رِعْشَـةَ وَجْـدٍ
سَرَتْ مُنْذُ حَوَّاءَ حتَّى النُّـشُـوْرْ؟
أَقُوْلُ: أَجَلْ، يا هُطُوْلَ السَّوَارِيْ-
بِرُغْمِ الغِيَابِ- بِدِفْءِ الحُضُـوْرْ
فَجَلْجَـامَـشُ اليَوْمَ يَكْتَشِفُ الخُلْـدَ
عُـشْبَـةَ عِـشْقٍ بِخَمْـرِ الثُّغـُوْرْ
وطُوْبَى لِعُشْبِ الكِـتَابَـةِ؛ لا حَـيَّـةٌ
تَـشْتـَهِـيْـهِ فتَـفْـنَى السُّطُـوْرْ!
هُمـا حَـيَّـتَـانِ ، وما مِـنْ حَـيَـاةٍ
بِغَـيْرِكِ، عَشْتَارُ، تَحْــيَـا النُّـسُوْرْ!