عادتِ الظُّلمةُ
عادتْ
مثل ما كانتْ
فطاشَ الرُّعبُ لا يدري
سبيلاً فيه للضُّوءِ
سبيلٌ
يمنحُ الرُّؤيةَ
بعد ما غابَ قليلاً فقليلاً
فقليلاً ثمَّ فاتْ
* * *
قُصِدَ الدَّاجي
وللدَّاجي نياتٌ
ربما منها
يرى الخوفُ حلولاً
تُرجِعُ الشَّوفَ فيسعى
خطواتٍ مبصراتٍ
لأمامٍ
لو بدتْ للرُّؤيةِ الظلماءِ
سيراً للوراءِ حيثما
نالتْ شموخاً
لا يُرى إلاَّ هبوطاً
هكذا الظُّلمةُ
حُكْماً ضدَّ من يمضي
لأغلى الأمنياتْ
* * *
وتناهى شبقٌ في هالةٍ
بلهاءَ
غامتْ
غيَّرتْ كلَّ المساراتِ
ليحظى من يصوغُ
الهالةَ الرَّعناءَ
أرقاماً لأطماعٍ
أرادتْ جشعاً
مصَّ دماءٍ
دونما
أيِّ التفاتِ
* * *
سَلَّمَ الحبُّ
فما حاد عن التَّصديقِ
لكنَّ لبعضِ النَّبضِ
وعيٌّ أدركَ المستورَ
لم يُعلِنْ
لأنَّ الحبَّ سامٍ
بوفاءٍ
لم يُزَعْزَعْ أبداً
حتَّى إذا شطتْ ونى
أيدي زمامٍ
غفلتْ زيغاً
فشاءتْ ما يشاءُ
الكرْهُ فاحتلَّ شغوفاً
مُسْرعاً بالرُّعبِ
في كُلِّ الجهاتْ
***
ضاقَ ما كانَ
فسيحاً
بدأ الذَّعرُ
يدنِّي ما تناءى
عَنْوةً ترجو
تلافي ما سرى
في كلِّ شيءٍ
عنوةً منها بدى
ما كان مستوراً
بشفَّافٍ
وتدري أنَّها...
يا ليتها تدري
بأنَّ القصْدَ
لا يُخفَى على
كلِّ الُّلغاتِ
الفاهماتْ
***
حَمْحمَ
الظَّنُّ فساءَ البعضُ
بالجاري
وبعضٌ
لازمَ الحسْنَ
ولكنْ منه ما يُبطِنُ
ضدَّ الحسْنِ
كي يسعدَ مِنْ
كفةِ مَنْ يسعون
للفاني
مع المفتونِ
كي يسلوا
مع الغالبِ زيفاً
ليتهم.. يا ليتَ
سعيَ الكلِّ
وثَّابٌ لما بعدَ
المماتْ
* * *
نتجَ الضرُّ سلالاتٍ
.. أكَيْدُ؟
أمْ مساءاتٌ تنامتْ
من ضياعٍ
فاستحالتْ خطراً
لم ينصرمْ لا..
لا تقل لي كيف هذا؟
أبلاءٌ بابتلاءٍ؟
ربما لا لا تقل:
حتى متى؟
قلْ حسبكمْ:
من لهاثٍ
في الدروبِ
الغفلاتْ
هَمَسَتْ [أنا] مغرورةً فتسارعتْ
لمرامِها كلُّ النِّياتِ الماكرةْ
سارتْ مجازفةً تلبِّي زمرةً
تُغْري لِتْعزيزِ التَّهيْمنِ ماهرةْ
لمْ تأتِ خارقةً بما صاغتْ هوى
لكنْ أتَتْ رغمَ التَّكتُّمِ ساحرةْ
نفَتِ الطَّبائعَ بلَّدتْ فاستبْدَلتْ
فقسا التَّناحرُ رجفةً متنافرةْ
فسرى التّضاؤلُ ما تنازلَ جامحٌ
بسواه فالكفُّ المليئةُ خاسرةْ
والضُّوءُ يمسي راجياً مُتضرِّعاً
ليرى غداً رَغْمَ الظَّلامِ بشائرهْ
يعثو الطغاةُ بقوَّةٍ لكنَّها
لمْ تستمرْ بقوى المهيمن قاهرةْ
** **
- منصور محمد دماس مذكور