محمد عبد الله الحمدان
أولاً: نشرت الحلقة الأولى من هذا المقال في هذه الجريدة يوم 9-10-6-1442هـ.
ثانياً: هذه بعض ملحوظات وإشادات لما بدا لي في هذا الكتاب القيّم المفيد المليء بالمعلومات التي أبدعها شيخنا (أبو أحمد) جزاه الله خيراً.
في العنوان الأخير (ربط التاريخ بالوقائع والحوادث) نسيت ذكر (سنة السحبة) وهي في أواخر الستينات بعد 1300هـ، (ولا أعرف عنها شيئاً).
صفحة 55 من كتاب الشيخ في جزئه الأول (مرض الجدري)، الذي ذكر المؤلف اعتماد الناس في مكافحته على الكي والحمية والحبس في غرف مظلمة، وأشار حفظه الله إلى ما أصاب ش.د.أ. عبد الله بن عبد المحسن التركي.
ثم عاد إلى الحديث عن (صاحبنا) (يقصد نفسه) الذي لم يعبأ بهذه الكارثة، ولم يعرها اهتماماً، ولم تفتّ في عضده أو تنل من عزيمته:
«ولعل الله قد أنزل عليه السكينة، فأضحى وكأن الدنيا كلها بين يديه، فانطلق يمارس حياته العادية، يتوجه إلى المسجد، ويسير إلى المدرسة، ويسعى لزيارة الأقارب ولقضاء الحاجات، ويغدو إلى الحقل، ويروح إلى المنزل في المساء، ويسهم في أعمال الزراعة، ويتسلق النخيل لجني الرُّطب، ويحفظ ما يسمع لأول مرة قرآنا كان أو حديثاً، أو وقائع تاريخية، أو قصيدة، أو قطعة أدبية، وكان من المؤكد أن يكون شيئاً مذكوراً، فقد وهبه الله لساناً قوّالاً، وقلباً عقولاً، وذكاءً وقدرة فائقة، وذهناً متفتحاً، وفهماً دقيقاً لو هيئت له فرصة الالتحاق بالمساجد في الرياض، أو دار التوحيد في الطائف، أو المدارس في مكة، أو الالتحاق بالأزهر الشريف.
وهو بعتمد على الله ثم الثقة بنفسه، فلا يحتاج إلى الاستعانة بالغير، فهو يسير وحده مسرعاً، ويتحول من طريق لآخر بكل سهولة، ويقف عن الباب الذي يقصده، ويستطيع أن يتبين ملامح الشخص بسماع صوته، فيعطي عنه وصفاً دقيقاً كاملاً، ولا يستطيع أي طالب ارتكاب مخالفة في قاعة الدراسة، أو اختلاس نظرة إلى كتاب عندما يطلب منه الحفظ، وقد راهن زميلاً له مرة في إمام مسجد، فأدرك صاحبنا من نبرات صوته أنه قد سُلِبَ نعمة البصر فظهر الحق معه، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد عقد العزم على بلوغ المنى متذرعاً بالصبر مردداً قول الشاعر:
(قلت: وهنا جاءت الأبيات الثلاثة التي استشهد بها المؤلف مخالفة صدورها لإعجازها، خطأ مطبعي، وها هي صحيحة: (من الذاكرة).
(وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
إذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا)
وقد بذل جهده في أن يتبوأ مكانة علمية مرموقة، جاعلاً من التمسك بالقيم، والأخلاق والمثل العليا من أسمى أهدافه، متمثلاً بقول الشاعر:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
وقوله:
ومن تكن العليا همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محببا
وقد كان لصاحبنا همة عالية.. وقدرة فائقة على تحقيق ما تصبو إليه نفسه، غير أنه لم يَلْقَ توجيهاً أو شحذاً لهمته، أو استنهاضاً لعزيمته، أو شداً لأزره، فقد كان مهملاً، يعيش مع الحيوانات من البقر والغنم، ويعمل على نزح الماء من الآبار؛ لسقي الزرع، وبلغ بالقائمين على الأمر أن أخرجوه من المدرسة، وأحلف بالله غير حانث أن يبلغ صاحبنا نجاحاً فائقاً، وتميزاً على كثير من الناس لو لقي عناية ورعايةً واهتماماً».
يأتي بعد هذا فصل (التقاضي والقضاء) فذكر بعض القضاة وختم بالشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحمدان، الذي وقع له بعض الأمور العجيبة كالحمامة ذات اللون الأخضر التي تقف على كتفه حتى ينتهي من درس في الحرم المكي، وإنقاذه من العقرب بسبب قطة.
وقد ألف كتاباً عن مقام إبراهيم، فرد عليه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (المفتي) رداً قاسياً شديد اللهجة، بعنوان (نصيحة الإخوان في الرد على ما جاء في كتاب سليمان الحمدان من خلط وخبط وبهتان).
وبعد ما تقدم يأتي عنوان (الحياة الاجتماعية في المجمعة) وفيها بعض الألغاز في 3 صفحات، ثم (الكلمات الدارجة) وقال هنا عن (المستوي) الذي قيل عنه المثل (المهتوي يقطع المستوي) غير ما هو متداول ومعروف أنه المنطقة بين الرمال والقصيم وهي مفازة ليس فيها قرى ولا مياه، لا يقطعها (يمر بها) إلا المهتوي،
حط راسك في القلص أضيف لما قاله الشيخ (لا تكثر الأسئلة والاستفسار)
(من إثمك للسما).. لا أدري لماذا تجنب النجديون كلمة (فم) وأبدلوها بـ(اثم)
(طق ومات) إضافة لما ذكره الشيخ عنها.. فالمتداول أن شخصاً أراد إشغال شخص عن الأكل فسأله عن سبب موت شخص وأكثر عليه الأسئلة، ففطن المسؤول أن القصد من الأسئلة إشغاله عن الأكل فأجاب إجابة مسكته.. (طق ومات) أي ضُرب فمات، (وعلى ذكر الأجوبة المسكتة.. ففي مكتبتي كتابان عن الموضوع، الأول للمؤلف ابن أبي عون الذي قتل في حادثة تتعلق بالعقيدة، والثاني لمؤلف مصري اسمه أحمد صابر (طبع عدة طبعات).
العرزالة: لوح خشب، قلت: وهو أيضاً صندوق خشبي.
عرقة: ومنه المثل (عرقة أهل سدير) وهو (ثناء) قال عنه ذلك أحمد الدامغ رحمه الله في أحد كتبه.
إما حصة والا شاذوب.. أو يلتهمه سمك القرش (الجرجور).
الثقل: هو حجر مستطيل محفور وسطه للحبل ليربط في (الغَرْب) من أجل أن يغطس في ماء البئر ليمتلئ.
الأول لاعب، والتالي تاعب، ومنه: التالي عند ربه غالي
المكرنف: هو الذي يجمع ما سقط أثناء الصرام (الجذاذ) (في رأس النخلة بين الجذامير) وهي أوائل العسبان.
الأحدب يعرف كيف ينام.
فلان مثل الحمار دزّه.. يا طا رجلك. والمثل المتداول: دز الحمار يا طا رجلك (بدون فلان).
القتاد: كما وصفه المؤلف (جزاه الله خيرا) (صفحة 71) يحرق شوكه، ويقال لمن يفعل ذلك (يشوّط)، والمعروف أن أغصانه لينة بطبيعتها، ومنه (خرط القتاد) أو (دونه خرط القتاد)، وثمره أبيض مجوف به هواء، إذا ضرب الطفل جبهته به أحدث فرقعة صوت، ويسميه الأطفال جّدِيْدِه تصغير جَدَّة (أم الأم) أو أم الأب.
كل عليه من زمانه واكف
الشرح ليس دقيقاً، أو أنه رواية غير متداولة، والذي أعرفه وسمعته من كبار السن أن عائلة في خيمة بالصحراء (بيت شعر أسود) وقت مطر والبيت (يوكّف) أي ينزل المطر من خلاله، فجاءهم (شيطان من الإنس) كما وصفه الشيخ المؤلف حفظه الله وأراد اغتصاب البنت، فسألته عن اسمه لتشكيه لأمها، فقال أنا (واكف)، فنادت أمها قائلة (يا يمّه أنا عليّ واكف) فظنت الأم المسكينة أن (واكف) هو المطر النازل من خلال بيت الشعر، فنهرتها الأم (أو لم تنهرها) وقالت: اسكتي يا بنت (كلٍ عليه من زمانه واكف).
(ولّم العصابة قبل الفلقة)، الفلقة: هي جرح في الرأس.
(تربية مرة أبو)، ومثله: (دهن مرة أبو).
(اذكر الحصان، .. ولّم العنان)، ومثله احك في الكلب و ولّم العصا، يصفون الرجل الخفيف الذي يخدم زملاءه بـ(الرجل الحصان)، والمرأة أو البنت بـ(الغزال).
بيّاع الخبل عباته،
ليس كل ما يلمع ذهباً، ومنه: وليس كل بيضاء شحمة، ولا كل حمراء لحمة، ولا كل سوداء فحمة.
(القطرات الصغيرة قد تصنع جدولاً) ومنه: قطر مع قطر يصير غدير، وعكسه: نقاب السنون ما يملا البطون
(أقبح أنواع الفقر أن يفتقد المرء روح المرح) صح لسانك!!
(النوم باكراً .. الخ) (نم مبكراً واستيقظ مبكراً).
(الرفيق قبل الطريق) والجار قبل الدار.
(القلب سمي قلباً لكثرة تقلبه).
ما سمي القلب إلا من تقلبه
فاحذر على القلب من قلب وتقليب
ومنه الدعاء: (يا مقلب القلوب والأبصار.. ثبّت قلبي على دينك).
(التأني من الرحمن..) في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة.
(الفقع عند ارقه) (الارقة) ويدعى (زبيدي).
وصدر مؤخراً كتاب لأحد دكاترة جامعة الملك سعود يتكلم فيه عن فائدة الكمأة (الفقع) الذي يصفون به (صدور) الفتيات (أبو نهيد كما الفنجال زبر).
والنهد زبيدي في دعب قارة ..الخ.
والمعروف أن بعضهم يحذّر من الفقع لأنه ما يخلو من التراب ومن ذلك قولهم (إلى جا الفقع فـ صّر الدوا) أي احتفظ به، (وإلى جا الجراد فـ انثر الدوا) أي تخلّص منه، لأن الجراد يأكل من أشجار كثيرة منوعة.
منهاش (صفحة 53) ما هناش أي ما عنده ما عند جدتي)
والسلام عليكم
(يتبع)