الخبر: «وفاة الزميل صلاح مخارش في أبو ظبي بعد أزمة قلبية».
هذا الخبر صعق كثيرًا الذين عرفوه عن قرب، ورافقوه سنوات في العمل والعلاقة الشخصية، كل من نعاه، جاء على ذكر «قلبه» العاطفي، الذي لم يقتله المرض.
رافقت صلاح مدة تزيد عن عشرين عامًا، والتقينا في عواصم عدة، أما في جدة فكان ما أن أخبره بوجودي فيها، إذا به يرهق نفسه بالبحث عمّا يسعدني، ويلازمني كل ساعات النهار والليل.
هذه الحالة، اكتشفت أنها لا تخصني وحدي، بل يحكي عنها كل الزملاء حين يكونون في جدة.
ولصلاح ميزة أخرى، فبره بوالدته واهتمامه بأشقائه حكاية أخرى، أما زوجته وأولاده، فهم عالم آخر أفنى عمره ليبسط لهم فراش الراحة والحياة الهنيئة.
أثناء المتابعات الصحفية والتغطيات الميدانية، كان صلاح فذًا متقدًا بالحماس شغوفًا بالعمل، كان يرقب يوم النشر ليقرأ ما كتبه بإخراج مبهر ومتقن، ما يلبث أن يرسل لي رسالة رقيقة ممتن لواجبي، وكأنني أهديته هدية.
يمتاز «أبو وليد» بحالة تندر في الصحافة الفنية، إذ لا مانع عنده أن يتعرف صحفي آخر على فنان مقرب منه، بل ويبارك ذلك ويدعم الموقف بكلمات عظيمة، هو لا يحسد أحدًا، ويسعى لتقديم العون للجميع.
صلاح لا يسمعني ولا يقرأ ما كتبت، ولن أسمع صوته أو أهاتفه بعد اليوم، لكنني ورغم صدمتي برحيله، سعيد بشهود الله في مناقبه، فقد ترك سمعة نادرة الوجود، صلاح مخارش حكاية أسعدتني في حياته وآلمتني برحيله المبكر.